كان راعٍ يملكُ في إحدى
القرى مزرعةَ بقرٍ صغيرٍ، وكان لديه أيضًا «حصان أوكله رعايةَ البقرِ وحمايتها من
أي أذى، لكنّ الحصانَ كان كسولاً».
في صباحِ يوم من الأيامِ
استيقظَ الراعي على ضجةٍ مريبةٍ مصدرها المزرعةُ وسمع بقراتهِ تخورُ بصوتٍ مرعبٍ
فهبّ مسرعًا إليها.
وصل الراعي إلى المزرعةِ
وفوجئ بوجودِ أسدٍ ضخمٍ منتصب أمام البقراتِ يهمّ بالتهامها، فأمسكَ عصًا غليظةً
وضرب بها الأسدَ على ظهرهِ، فهرب هذا الأخير منهزمًا.
أما الحصانُ فقد كان نائمًا
لا علم له أبدًا بما يحصل، وعندما رآه الراعي على هذه الحالةِ غضبَ وراح يلكزه
بعنفٍ وهو يناديه كي يستيقظَ:
«قم أيها الحصان الكسول هيا
قم!»
قفزَ الحصانُ الناعسُ
مفاجأً خائفاً ثم قال متلعثمًا:
«م.. م.. ماذا يحصل؟!».
فأجاب الراعي بانفعالٍ:
«أنت عديم الفائدةِ أيها الحصان الأحمق، ألم أوكلَ إليك رعاية مزرعتي وبقراتي؟ كيف
تنام مطمئنَ البالِ والأسد الجشع كادَ يأكلَ كلَّ البقراتِ؟
اذهب من هنا واقبض على هذا
الأسدِ الشريرِ! وإن لم تنجح في ذلك طردتك».
صهلَ الحصانُ بحزنٍ ممزوج
بالأسفِ، فها هو قد خيّب أمل سيّده به وأخذ يفكّر في طريقةٍ للقبضِ على الأسدِ
ولكن كيف؟ فقوّة الأسدِ لا تُضاهَى.
شكا الحصانُ أمرَه إلى
صديقهِ الثعلبِ فقال له الأخيرُ:
«لدي فكرةً ذكيةً، تمدّد
على الأرضِ وتظاهرَ بأنك ميتٌ ولا تتحرك ريثما آتي بالأسد».
فعل الحصانُ كذلك آملاً أن
تنجح الخطةُ. وصل الثعلبُ إلى عرين الأسدِ وقال:
«مرحبًا يا صديقي الأسدُ،
أعرف أنك جائعٌ ولم تستطع تناول الطعامِ بسبب ما جرى لك في المزرعةِ، تعال اتبعني
وستحصلَ على وجبةٍ دسمةٍ».
تبع الأسدُ الثعلبَ دون
استفسار، وعندما وصلا إلى مكانِ الحصان قال الثعلبُ للأسدِ: «انظر إلى وليمتك يا
صديقي.. هي كلّها لكَ ويستحسن أن تلتهمَها في عرينك كي لا يشاركك فيها أحدٌ، لذلك
سأربطُ ذيلَ هذا الحصانِ بذيلك كي تستطيع جرّه إلى الحجرةِ ما رأيك؟».
وافق الأسدُ على ذلك، ولكن
بدل ربط الذيلينِ ربط الثعلبُ قدمي الأسدِ بذيل الحصانِ وصرخَ: «انطلق أيها
الحصان!».
فاستيقظَ الحصانُ وراحَ
يعدو بسرعةٍ إلى المزرعةِ، فيما كان الأسدُ يصرخ ويولول غير عالم بما يجري.
وعندما وصلَ الحصانُ إلى
المزرعةِ صهل بفخرٍ وقوةٍ فخرجَ الراعي من منزلهِ ليستطلع الأمرَ، وعندما رأى
الحصان قابضًا على الأسدِ فوجئ كثيراً وقال له:
«أحسنتَ! أحسنتَ يا حصاني البطلِ، لقد قمتَ بعملٍ عظيمٍ
وأنت تستحق غمرًا كبيرًا من العلفِ، أما هذا الأسدِ فسألقّنه درسًا بالعصا كي لا
تأتي به رجلاه مجدّدًا إلى هنا».
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
قصة وعبرة: غنيّ...
لكنه غبيّ
قصة ملهمة: نابليون
يكاد يسقط عن فرسه
ماذا تفعل لتسيطر على غضبك؟
قصة ملهمة: الفيل
والكرة الخشبية
قصة غريبة: كيف يمكن
للأعمى أن يقود أعمى!
قصة للأطفال: الدجاجات
تحب الديك الملون
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق