الأحد، 3 يوليو 2022

• قصة للأطفال: أُمَيَّة والفقير


الإيثار

أُمَيَّة ابنةٌ نبيهةٌ جدًا ومجتهدةٌ، تذهبُ إلى المدرسةِ مع شقيقتِها فائزة برفقةِ والدتهما التي كانت معلّمةً في تلك المدرسةِ.

أُمَيَّة ترجو أمها وأباها كلَّ صباح لأخذ بعض الدراهم، عكس أُختها فائزة التي لا تطلب منهما أيّ درهم. وكانت الأمُّ وفي بعض الأيامِ تسأل أُمَيَّة ماذا اشترت، فكانت أُمَيَّة تبتسمُ ولا تقول شيئًا.

عندما يعودان مع أمهما من المدرسةِ كلَّ يومٍ، كانت أُمَيَّة تبتعدُ عن أمِها وأختِها ثم تعودُ راكضةً إليهما ويدخلن المنزلَ، تسألها أمُّها لماذا تتأخرين؟ وأين تذهبين كلَّ يوم عندما نعود إلى البيتِ؟ فكانت أُمَيَّة تبتسمُ ولا تقول شيئًا.

قرّرت الأمُّ أن تراقبَ ابنتَها عندما يعدن إلى المنزلِ وتتأخر أُمَيَّة، لترى أين تذهب بضع دقائق ثم تعود راكضةً وعلى شفتيها ابتسامةٌ، أخبرت الأمُّ ابنتَها الكبرى فائزة بما ستفعل عند وصولهن إلى البيتِ.

في اليومِ التالي، وكالعادةِ، تأخرت أُمَيَّة بالدخولِ إلى المنزلِ، تبعتها أمُّها ورأت أنها تعطي فقيرًا عجوزًا منزويًا بالقربِ من المنزِل شيئًا تأخذه من محفظتِها، وشيئًا آخر من جيبها، تفاجأت الأمُّ وفرحت وحاولت ألا تراها أُمَيَّة ثم عادت إلى البابِ حيث تنتظرها ابنتُها الكبرى فائزة والابتسامة تملأ وجهها، وفي لحظاتٍ كانت أُمَيَّة مع أمِها وأختِها ودخلن إلى المنزلِ، وكالعادةِ لم تقل الأمُّ شيئًا، إلا أنها وضعت على خدّ أُمَيَّة قبلتين، وعلى خدِّ فائزة قبلةً واحدةً.

اعترضت فائزة وسألت أمَّها: أنا قبلةً واحدةً ولأُمَيَّة قبلتان؟

أجابت الأمُّ: فائزة هل تعلمين ماذا تفعل أُمَيَّة بالدراهمِ التي تأخذها مني ومن أبيها؟

فائزة أجابت: لا.. تشتري.. لست أدري ماذا تشتري.

قالت الأمُّ: إنها لا تشتري شيئًا، أخبرينا يا أُمَيَّة ماذا تفعلين بالدراهمِ كلَّ يومٍ؟

ضحكت أميّةُ وقالت متلعثمةً: آ.. أشتري.. لا.. هل تلاحظين الفقير الجالس على الرصيفِ قربَ المنزلِ؟

أجابت الأمُّ: نعم.

قالت أُمَيَّة: إني أعطيه ما آخذه منك يا أمي ومن أبي أيضًا.

قالت الأمُّ: رأيتك تعطينه أيضًا شيئًا من محفظةِ كتبك، تجيبها أمية:

آ.. لاشيء.. بلى.. آخذ بعضَ الفاكهةِ من الثلاجةِ له، ولكن ليس كل يومٍ، أمّي كيف علمت بكل هذا؟ أخبرتها أمُّها ما فعلت وكيف تبعتها لترى أين تذهب يوميًا وتغيب بضع لحظاتٍ.

فرحت الأمُّ والأخت الكبرى أيضًا التي قرّرت أن تفعل مثل ما تفعل أختُها لعلّها تكسب من أمِها قبلتين بدل القبلةَ الواحدةَ التي خصّتها بها.

 أمين الباشا

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: مريومة والنحلة نونة

قصة للأطفال: سنغافورة بلاد الأسد

قصة للأطفال: أنا والكلب زعتر

قصة للأطفال: مفاجأة الحفلة

قصة للأطفال: الخائف من الماء

 

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق