ديناصورات
كان أبي يقرأ جريدة الصباح حين لفت نظري صورة كبيرة في إعلان على الصفحة الاخيرة، جعلتني أطير فرحاً وأقفز الى المكتبة لأحضر المقص، وأطلب من والدي أن يعيرني الجريدة كي أقص الاعلان، ثم أعلقه على باب خزانتي لأقرأه كل صباح وأسعد بصورة صديقي العزيز «تي ريكس» بانتظار لقائه.
لا
أعرف ما الذي سحرني، هل هو الإعلان نفسه عن إقامة معرض للديناصورات في مركز العلوم
والتقنيات... أم صورة الديناصور الذي أحبه والذي تملأ صُوَرَه جدران غرفتي ودفاتري،
حتى ملابسي وجواربي أختارها وعليها صورة ديناصورات. تدهشني أسنانها الكثيرة وأحجامها
الضخمة وأصواتها الجبارة. أحضرتُ كل أفلام الديناصورات وقرأت عن عالمها الجميل
والعجيب.
أسرعتُ
إلى والدي أُخبره عن المعرض، وأعطاني وعداً بحضوره... ومنذ تلك اللحظة والأحلام
الجميلة لا تفارقني.
كل
شيء بات عندي محاطاً بأصدقائي الديناصورات، غرفتي.. كُتبي.. أحاديثي حتى مدرستي.
حين
سألنا معلم الرسم أن نرسم شيئاً مختلفاً ومميزاً كان الديناصور الضخم الأخضر
بأنيابه الطويلة وذيله العملاق يملأ صفحتي، وحين أرادتْ أمي أن تصنع لنا كيكة
لذيذة سألتنا بماذا ازينها لكم اجبتها بسرعة: بالديناصورات.
وبينما
كان أبي يتابع قنوات الأخبار على التلفاز، كنت أطلب منه قناتي المفضلة التي تعرض
برنامجي المحبب عن تاريخ الديناصورات. أما أختي الصغيرة وأثناء حلها لواجب اللغة
العربية فقد طلبت مني كلمة تنتهي بتاء مفتوحة وعلى الفور كانت الكلمة حاضرة إنها...
ديناصورات.
أما
صديقي العزيز «تي-ريكس» فهو التيرانيسور ريكس أضخم الديناصورات وصاحب أقوى فكين.
وأخيراً...
جاء اليوم الموعود...
ليلتها
لم أستطع النوم رأيت صديقي تي ريكس في منامي يبتسم ويقول لي: «أنا انتظرك يا صاحبي،
لقد قطعت 65
مليون سنة كي أحضر اليك»... وفرحت كثيراً.
حين
وصلنا إلى مركز العلوم والتقنيات، كان يبدو على شكل قبة زجاجية كأنها مركبة فضاء،
وللدخول إلى معرض الديناصورات كان لابد أن نَلِجَ (ندخل) إلى مكان مليء بالأشجار
الاصطناعية والأضواء الخافتة والصخور، شيءٌ يشبه الغابات القديمة. ويا لها من لحظة
رائعة حين رأيت صديقي العزيز تي ريكس يستقبلني عند الباب بجسمه العملاق الذي يصل إلى
مترين ونصف، وضحكته الجميلة بأسنانه الضخمة الكثيرة، اقتربت منه وسَلَّمتُ عليه
بحرارة، أحسستُ به يصافحني ويرحب بي ويهمس: كيف حالك يا صديقي؟
على
الطرف الآخر كان هناك مجسم لهيكل عظمي لديناصور يُبَيِّنُ عظامه الطويلة وفقرات
ظهره وذيله الكثيرة. أجمل ما في المعرض كانت المؤثرات الصوتية لأصوات الديناصورات
المخيفة التي تنطلق من كل مكان، وحركة الفم في لحظة الانقضاض على الفريسة، وبيوض
الديناصورات الضخمة التي تهتز وتوحي بخروج ديناصورات صغيرة، وبعضها مكسور وقد خرج
منها تي ريكس صغير جميل.
أما
شاشة البلازما العملاقة فكانت تحكي لنا عن لحظة اكتشاف عظام الديناصورات وكيف يعمل
العلماء بشغف (حب) وحذر شديدين للحصول على عظمة صغيرة أو ناب ديناصور مطمور منذ
آلاف السنين.
كل
شيء في المعرض يجعلك تعود الى عالم بعيد بعيد كانت فيه الأرض بِكْراً.. ماءٌ
وغاباتٌ وأشجارٌ وأنهارٌ وديناصورات تجأر بأصواتها وتتقاتل بشراسة... القويُّ يقتل
الضعيف من أجل البقاء. لمستُ صديقي تي ريكس مودعاً، التقطتُ له صورة تذكارية ومضيتُ
حزيناً لفراقه.
في
قاعة المركز كان هناك معرض للرسم... طاولة وألوان وكراسي كي نرسم ونعبر عما خلقه
المعرض في مخيلتنا، وانطلقنا كل الأطفال نرسم ونلون ونبدع ألواناً رائعة.
عَلَّقوا
لوحاتنا الملونة عن ديناصورات شتى بعضها بجناحين يطير وبعضها مخيف، ثم انتقلنا الى
محلات البيع حيث الألعاب كلها ديناصورات والقمصان والأقلام تحمل صورها.
حين
عُدنا إلى البيت كنت أحمل بين يدي تي ريكس صغيراً أهداه لي والدي ذكرى من المعرض،
عانقته بحرارة في الليل، وغرقنا معاً في أحلام عميقة عن أزمان سَحيقَةٍ (قديمة
جداً) ملأى بالديناصورات.
لينا
دسوقي
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة نفسية: وكان حلماً.. وحيد بين ست بنات
قصة للأطفال: الغراب الصبور والعصفور المغرور
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق