السبت، 16 يوليو 2022

• قصة للأطفال: السلحفاةُ الرَّاقصةُ


حكايةٌ من البرازيل

ذاتَ يومٍ من أيامِ الشتاء أخرجت السلحفاة رأسها من درقتها لتستمتع بدفء الشمس. مرَّ ظبي ذو قرنين هائلين بجوارها، تَأَمَّلَ سكونها، وحركتها البطيئة، فَحَيَّاها، وتَحَدَّثَ معها قليلاً، ثم سألته السلحفاة وقد وصفها بأنها بطيئة:

«ما رأيك لو تسابقنا، فعرفنا من الأسرع بيننا»؟.

هزَّ الظبي كتفيه. كان يعرف بأن السؤال ليست له سوى إجابة واحدة. إنه الأسرع بين الغزلان والظبيان والأيائل كلها فوق الجبل!

رَأَتْ السلحفاةُ رَدَّ فِعله فقالت:

«سيكون من حقّ المنتصر في هذا السباق، التخلص من المنهزم»!.

رَدَّ الظبي بسرعة وقد رآها فرصةً للتخلص من تلك السلحفاة التي تَدَّعي الحكمةَ والذكاء:

«في هذه الحالة سأوافق فورًا. فأنا أراك منذ الآن أيتها السلحفاة مجرد جثة بعد أن أفوز عليك».

أغمضت السلحفاة عينيها ثم قالت بهدوء:

«أرجوك لا تُسَبِّب لي الخوف. كل ما أطلبه هو فرصة ثلاثة أيام أتدرب فيها جيداً. سأكون مستعدة عندما تشرق الشمسُ فوق الشجرة الكبيرة»!.

طَلَبَتْ السلحفاة من أشقائها، وشقيقاتها، وأبناء عمّها وبنات خالها أن يصطفوا صفاً طويلاً مثل خط يبدأ في أول مسافة السباق وينتهي عند خط النهاية.

كان شكل عائلة السلحفاة وأصدقائها الذين جاءوا جميعًا للمشاركة يشبه سلمًّا طوله عدة كيلومترات. ثم اختفت كل واحدة على جانب الطريق، حتى بدأ السباق ...

جاء الظبي في الموعد تمامًا، وانطلق عند خط البداية، وسرعان ما اختفت السلحفاة (الأولى) عن ناظريه تمامًا، فضحك ضحكة طويلة ونادى:

«كيف الحال الآن أيتها السلحفاة»؟.

حينئذ ردت أقرب سلحفاة وراءه بسرعة وكأنها تلاحقه:

«بخير أيها الظبي، لازلت وراءك، ولكنني أقترب منك»!.

جَعَلَتْ الدهشةُ الظبي يضاعف سرعته، ولكنه في كل مرة كان ينادي على السلحفاة، تجيبه السلحفاة التي وراءه مباشرة:

«أنا بخير أيها الظبي، لازلت وراءك، ولكنني أقترب منك»!.

كانت المسافة أطول مما اعتقد الظبي. اعتقد أنه سيعدو مائة متر، أو مائتين، لكنه تخطى ألف متر ولم يعد قادرًا على المواصلة..

ثم سقط واعترف بهزيمته، وخرج من السباق!

ضَحِكَتْ السلحفاةُ مع أقاربها وصديقاتها. لم تكن هي الأسرع، ولكنها كانت الأذكى. وساعدها الجميع ففازت. وَرَقَصَتْ طويلاً، طويلاً.

ترجمة مروة إسماعيل

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: قصر من الرمال

قصة للأطفال: امرأة الثلوج

قصة للأطفال: أيّوب... بشرى للبريد السريع

قصة للأطفال: في حقل البندورة

قصة للأطفال: عبدالله تلميذ مجتهد

 

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق