كان ملكٌ اشتُهر بالفطنة والأدب
يتجول ووزيرَ المال في ضواحي المملكة، صادفا مُسِنَّاً فسأله الملك: كيف حال
الإثنين؟ فهم الشيخُ القصدَ وأجاب: صاروا ثلاثة، وكيف حال القوي؟ لقد أصبح ضعيفاً،
وكيف حال البعيد؟ لقد أصبح قريباً، وختم الملك بوصية: لا تبع رخيصاً! فردَّ الشيخُ:
لا توصي حريصاً يا مولاي.
دارَ هذا المشهدُ والوزيرُ لا
يفقه شيئاً، فهُرع في الصباح الباكر إلى بيت الرجل ليستفسر، لكنَّ الشيخَ طلب
مبلغاً من المال، فأعطاه الوزيرُ الفَ درهم، فقال له: أما اﻷثنان فهما الرجلان وأصبحتا
مع العصا ثلاثة، وللإجابة الثانية طلب المُسِنُّ ضعفي المبلغ وقال: أما القويُّ
فهو السمع وقد أصبح ضعيفاً، ثم ضاعف المبلغ وقبض أربعة آلاف وقال: أما البعيد فهو
النظر وقد أمسى قريباً...
ولما سأله الوزيرُ عن سرّ الوصية طلب الشيخ مائة ألف
درهم قبضها وقال: إن الملك يعرف أنك ستاتي لتستفسرَ عن الحوار، فأوصاني أن لا أبيعك الكلام رخيصاً...
فمضى الوزير وهو مبهور بما حصل في ذلك النهار ...
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق