قال عبدالعزيز بن الحسن الأسدى- من تُجَّار البصرة -: كُنت
يوماً في حقل القصب، أُخرِج من النهر قصباً رطباً أسنده كالقباب ليجفّ. وكدّني
الحر، فدخلت إحدى القباب فنمت بها لبرودتها.
انتبهت بعد العصر وقد انصرف الناس فاستوحشت للوحدة،
وقررت الانصراف، فإذا بأفعى في غلظ الساق، طويلة، ملتفة على نفسها تفحُّ فحيحاً
وتنظر ناحيتي بعينين شريرتين.
أدركت
الهلاك ودعوت الله النجاة، لكن اللعينة كانت تسد عليَّ باب القبة، ويئست من نفسي،
وأخذت في التشهد، والفزع إلى الله تعالى.
وإني
لكذلك، إذ جاء "ابن عرس" (نوع من الحيوانات) من بعيد فلما رأى الأفعى، وقف يتأملها ثم رجع
من حيث جاء، وغاب قليلاً، ثم جاء ومعه "ابن عرس" آخر فوقفا الواحد عن
يمين القبة، والآخر عن يسارها، وصار الواحد عند رأس الأفعى، والآخر عند ذنبها.
انتبهت الأفعى واستعدت لعراك العدو، لكنهما وثبا عليها في حال واحدة، وإذا رأسها
وذنبها في فم كل واحد منهما، ثم جرّاها بعيداً عني، فخرجت من قبة القصب سالماً
وآمنت بأن لله جنوداً من إنس وحيوان.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق