في إحدى زيارات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى
المغرب الشقيق، كان بصحبة الملك محمد الخامس يسير بموكب في أحد شوارع الرباط، وعلى
الجانبين خلقٌ كيوم الحشر، وعبدالناصر بالعربة المكشوفة شمسٌ لا تغيب.
في لحظة الحشر هذه، شقَّ الصفوفَ مغربيٌّ بسيطٌ تلوح
على ملامحه الطيبة التي تكتسي بها وجوه المغاربة.
ظلَّ
يصارع الجموع، ويخترق الزحام بجهد مضاعف حتى وصلَ السيارةَ التي تُقِلُّ الملكَ
والرئيسَ وصاح: يا سيادة الرئيس... يا
سيادة الرئيس...
ارتفع
الصوت فوق الهامات والهتافات وبدا واضحاً حتى سمعه الرئيس، فهمس في أذن الملك
وتوقفت العربة وأشار عبدالناصر للمواطن بأن يقترب.
اقترب
المواطن من السيارة وحين وقف أمامها، صافح الرئيس وابتسم للملك، فأَذِن جمال
عبدالناصر الذي انحنى يصغى إليه. قال المواطن:
سيادة الرئيس متى ستكون بالقاهرة؟
دُهش
عبدالناصر وقال: ربما إن شاء الله بعد غد.
عند
ذلك أكدَّ المغربي الطيب على عبدالناصر قائلاً: بالله يا سيادة الرئيس عندما تكون
بالقاهرة لا تنسَ تسلم لي على إسماعيل يس.
ابتسم
عبدالناصر وهزَّ رأسه موافقاً، ثم سرعان ما انفجر هو وجلالة الملك في الضحك.
وواصل
الموكب سيره في أمانٍ وَسطَ الجماهير الزاحفة.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق