كان سكانُ قريةٍ صغيرة فقيرة
يعيشون من لبن بقرة حلوب، إلى أن تورطت ذات يومٍ بشربِ ماءٍ من جرةٍ من الفخار،
فعلق رأسُها بداخلها، ولم تستطع إخراجه، إحتار أهل القرية بأمرهم، فهم يريدون
الحفاظ على حياة البقرة دون أن يكسروا الجرة، فلجأوا إلى المختار ليحلَّ المشكلة
وهو أفهمهم على الإطلاق...!
تأمَّلَ المختارُ مليّاً في البقرة وفي الجرة،
وبعد تفكيرٍ عميق نطق بالقرار: إقطعوا رأس البقرة، فقطعوه، ثم قالوا يا مختارنا
المفخرة ما زال رأس البقرة في قلب قالب الجرّة، أدركنا بحكمتك، ابتسم بوقار وقال:
اكسروا الجرة، فكسروها وحرروا رأس البقرة المقطوع، ليتنحى المختارُ جانباً ويشعل
غليونه ويتأمل السماء، فأتاه أهل القرية: لا تحزن يا مختار، فِدَاكَ البقرةُ
والجرة، فنظر في وجوههم بنفس ابتسامته الفاخرة وقال: لست حزيناً على البقرة أيها
المساكين، ولا على الجرة، لكني حزينٌ عليكم، كيف ستدبِّرون أموركم من بعدي، ثم
خاطب ذاته الذكية وختم: لله درك يا عبقريتي من ذا الذي يحاكيك...!
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق