الخميس، 21 مايو 2020

• قصة بطل: التَرَدُّد أنقذ البلاد من هجوم نووي


في تمام الثالثة صباحاً من يوم 9 نوفمبر سنة 1979، تلقّى "بيرزيزينسكي" اتصالاً لا يتمنى أيُّ مستشارٍ للأمن القومي أن يتلقاه، فقد اتصل به مساعده العسكري "ويليام أودوم" ليخبره بأن قيادة الدفاع الجوي الأمريكية الشمالية كانت قد أبلغت عن هجوم سوفييتي بالصواريخ.

أَخبَرَ المساعدُ العسكريُّ أن قيادةَ الدفاع الجوي الآنفة عَدَّتْ حوالي 250 صاروخاً تم إطلاقها من غواصة سوفييتية، والتي كانت متجهة نحو البر الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية. طلب "بيرزيزينسكي" منهم أن يعيدوا عَدَّ الصواريخ القادمة وأن يُؤَكِّدُوا صحةَ الهجوم قبل أن يتمكن من إصدار أمرٍ بهجومٍ دفاعيٍّ مضاد.
عاد إليه المساعد العسكري برقم أكبر بكثير، لقد كانت 2200 صاروخاً وليس 250، لقد بدا الأمر مثلَ هجومٍ لم يَسبِق له نظير، أشبهَ بغزوٍ اجتياحي كامل.
تَرَدَّدَ "بيرزيزينسكي" لوهلةٍ، ولم يقم حتى بإيقاظ زوجته لإنذارها بأن نهاية العالم باتت وشيكة، وبينما بقي متردداً، وراح يهيئ نفسه ويَتَحَضَّرُ للاتصال بالرئيس "جيمي كارتر" للبتِّ في الردِّ وإطلاق الصواريخ الأمريكية نحو الاتحاد السوفييتي، اتصل به مساعده مجدداً فقط هذه المرة لِيُخبِرَهُ بأن هجومَ الصواريخ ذاك كان عبارةً عن رسالةِ إنذارٍ خاطئة، حيث لم تكن هناك أية صواريخ متجهة نحو الولايات المتحدة.
اكتشفت التحقيقات التي تَلَتْ ذلك أن رُقاقة كمبيوتر رخيصة كانت هي سبب تلك المشكلة التي تسببت في اضطراب أنظمة الاتصال ضمن قيادة الدفاع الجوي الشمالية الأمريكية، وبفضل تَرَدُّدِ "بيرزيزينسكي"، لم تقم الولايات المتحدة بإطلاق صواريخ دفاعية مضادة لهجوم لم يحدث أصلاً.
المصادر: 1، 2
إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق