الأربعاء، 27 مايو 2020

• قصة ملهمة: نظارة سلكية بالملايين


في 18 أيار 2020 كان المصوِّر الصحافي اليمني عبدالله الجرادي من صحيفة "إِنْدِﭘِـنْدِنْت" يُصوِّر لقطاتٍ فوتوغرافيةً من مخيَّم النازحين في مأْرِب (نحو 170 كلم شرقيَّ العاصمة صنعاء) كانت اجتاحتْه قبل أَيَّامٍ سيولٌ هائلةٌ جَرَفَت بعضَ خيامه.
وبينما كان يتنقَّل بين الخيام الممزَّقة، رأَى طفلًا بين يديه سلكٌ مَعدَنيٌّ رفيعٌ يجدُلُه بشكل نظَّارة. استسْماه فإِذا هو محمَّد. وعمَّا يفعل، أَجاب أَنه سيضعُها على عينيه ويمازح بها أَترابه في المخيَّم. سأَله أَن يشتريها، فحمَلَها الطفلُ عفويًّا وأَهداه إِيَّاها. قبِلَها المصوِّر وطلَب أَن يضعَها الطفل على عينيه كي يُصوِّرَه ففَرِح محمَّد بالفكرة مبتهجًا أَن يرى صورته بتلك النظَّارة. وحين عَلِمَ المصوِّر بالبُؤْس المؤْلم الذي يعيش فيه محمَّد وأَهلُه في خَيمتِهم شبْهِ الممزَّقة، خطَرَ له أَن يُساعدَهم فيَنشُرَ صورة محمَّد بالنظارة على صفحته الفايسبوكية، عارضًا إِياها للبيع بالمزاد العلَني الإِلكتروني كي يُهدي الطفلَ محمَّد ثيابًا لعيد الفطر.
حين عاد المصوِّر إِلى بيته مساءً، كتَب على صفحته: "الطفل محمَّد، نازحٌ بسبب الحرب، التقيتُه اليومَ وأَهداني -مقابلَ أَن أُصوِّرَه – أَغلى ما يَفْخر به أَمام أَصدقائه: هذه النظَّارة التي صنعَها بيديه. أَعرِضها عليكم للبيع بالمزاد، كي أُساعدَ هذا الطفل فأَشتري له كِسْوَة العيد بالقيمة التي أَجمعُها من المزاد".
مساءَ الثلاثاء 19 أيار، ولم تَمْضِ أَربع وعشرون ساعةً للصورة على صفحته، فوجئَ المصوِّر ببلوغ المبلغ المعروض نحو مليونَين ونصفِ مليون ريال يمنيّ، ما يعادلُ 4000 دولار أَميركي.
حَيَال تلك المفاجأَة، ارتأَى المصوِّر الجرادي أَن يشتري ثيابَ العيد لا للطفل محمَّد وأَهلِه فقط، بل لسائر أَطفال مخيَّم النازحين، ويبلغ عددُهم نحو 200 طفل.

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق