الخميس، 30 يونيو 2022

• قصة للأطفال: النار والفراشات الشجاعة


تضحية

          لم تكن الفراشات على دراية بما سوف يحمله لها القدر..

          كانت تلعب في أنحاء البستان.. تتطاير هنا وهناك  بين الشجيرات الصغيرة.. تناغش ورود البستان الملونة.. وتلاعب الحشرات الصغيرة الأخرى.. وتداعب الأرانب الفرحانة في ذلك اليوم الربيعي الجميل.. وكانت تتراقص فوق ساقية الماء التي تضفي بخريرها الخفيف على الربيع نفحة جمال إضافة إلى جماله.

          وفجأة.. اندلعت نار لم يعرف أحد ما الذي سببّها على أطراف ذلك البستان.. وحين بدأت النار تمتد إلى الداخل هرب الجميع.. جميع الحشرات والطيور والحيوانات الصغيرة لتختبئ على الطرف الثاني من ساقية الماء لكي لا تصلها تلك النار.. باستثناء «زيز صغير» علق بين الأشواك وهو يحاول الهرب.. وبدأ يطلق استغاثاته:

          «وزز.. وزززز.. ساعدوني».

          لم يسمع أحد استغاثاته بسبب الفوضى التي شكلها هروبهم.. لكن أبا الفراشات كان أثناء طيرانه هاربًا يتلفت هنا وهناك ليطمئن على الجميع.. فوقع بصره على الزيز الصغير العالق وسط الأشواك.. ووسط دهشة الجميع.. طار أبو الفراشات عائدًا لكي ينقذه من النار التي كانت تكاد تصل إليه..

          استجمع أبو الفراشات كل شجاعته وقواه ليسحب الزيز الصغير من بين الأشواك.. واستطاع فعل ذلك بعد جهد كبير لكن الأشواك جرحت جناحيه الرقيقين ولسعت النار أرجله الناعمة فسقط على الأرض..

          كان الزيز الصغير خائفًا جدًا.. ومع ذلك حاول أن يساعد أبا الفراشات.. لكن أبا الفراشات طلب منه أن يسرع في الابتعاد لكي ينجو بحياته..

          لم يعبأ أبو الفراشات بالنار التي كانت تقترب منه.. فقد كان سعيدًا جدًا لأنه استطاع إنقاذ الزيز الصغير..

          هدأت النار بعد فترة قصيرة.. لكن أبا الفراشات لم يستطع النجاة..

          شاهد الجميع ذلك العمل البطولي الذي قام به أبو الفراشات وهم مندهشون من شجاعته.. فقد ضحى بنفسه في سبيل إنقاذ الزيز الصغير..

          حزنت الفراشات وبكت كثيرًا لفقدان أبيها.. ثم قررت أن تكافئ أباها على تضحيته.. وعقدت اجتماعًا فيما بينها.. وطلبت أكبر الفراشات من كل واحدة أن تفكر فيما يجب فعله لكي تحيي ذكرى أبيها.. وذكرى تضحيته..

          قالت إحداهن:

          سنصنع له تمثالاً.

          وقالت واحدة أخرى إن على الفراشات أن تؤلف أغنية تصف شجاعة أبيها وتضحيته ليغنيها الجميع دائمًا..

          ظلت الفراشات تتناقش فيما عليها فعله إلى أن وقفت فراشة شابة وقالت:

          يا أخواتي.. لكي تبقى ذكرى أبينا حية بيننا.. يجب علينا أن نقتدي به . ونعمل دائما على إطفاء أي نار نشاهدها لكي لا تتعرض أية حشرة صغيرة للأذى.. حتى لو وصل الأمر إلى التضحية بأنفسنا.

          تحمست الفراشات كثيرًا لهذه الفكرة وقالت بصوت واحد:

          وهكذا سيتذكر كل مَن يرانا ما فعله أبونا.. وسيتذكرون شجاعته وتضحيته..

          ثم قطعت الفراشات عهداً على نفسها بألا تترك أي نار تراها من دون أن تحاول إطفاءها كي لا يتأذى أحد..

          ومنذ ذلك اليوم.. مازالت الفراشات تنقض بشجاعة على النيران لكي تطفئها إكرامًا لتضحية أبيها.. وتخليدًا لذكراه..

          ويحكى أن بصر الفراشات قد ضعف كثيرًا بسبب تعرضها للكثير من لسعات هذه النيران.. لذلك فقد أصبحت أيضا تنقض بشجاعتها المعروفة على أي ضوء تشاهده.. وهي تظن أنه نار ستؤذي إحدى رفيقاتها الحشرات..

بواسطة فؤاد عمران

 المصادر: 1، 2

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: فخّ العصافير

قصة للأطفال: الصياد والغراب والثعلب

قصة مخيبة: زعيم المافيا ومحاسبه

قصة للأطفال: أنا والدلفين في العالم الجديد

قصة للأطفال: القطة والزهرية

 

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق