اَلنِّـمْـسُ
- كُنَا في نادي الْحَيِّ نَلْعَبُ كُرَةَ السّلَةِ، فَنَتَقاذَفُها مِنْ يَدٍ إلى يَدٍ في سُرورٍ كَبيرٍ. لَكِنَّنا لا نَعْرِفُ كَيْفَ كانَ صَديقُنا عُمَرُ تَأْتيهِ الْكُرَةُ بِسُهولَةٍ، فَيُراوِغُ هذا وذاكَ بِحَرَكاتٍ خَفيفَةٍ، ثُمَّ يُسَجلُ الْهَدَفَ تِلْوَ الْهَدَفِ، حَتَّى أنْهَيْنا مُباراتَنا بِحَصيلَةٍ ثَقيلَةٍ مِنَ الأَهْدافِ!
- وعِنْدَما انْصَرَفْنا
خارِجينَ، قالَ لَهُ المُدَرِّبُ بِفَخْرٍ: رَأْسٌ وأَيّ رَأسٍ، أَيّها النِّمْسُ!
- تَعَجَّبْنا مِنْ هذا
الْوَصْفِ الَّذي أطْلَقَهُ الْمُدَرِّبُ على صَديقِنا عُمَرَ، فَتَقَدّمْنا
مِنْهُ، وسَأَلْناهُ مُتَعَجِّبينَ: لِماذا تَصِفُ صَديقَنا بِالنِّمْسِ، كُلَّما
سَجّلَ أهْدافًا؟!.. ومَنْ يَكونُ هذا النِّمْسُ؟!.. بَطَلاً كَبيرًا في كُرَةِ
السَّلَّةِ؟!
- اِنْفَجَرَ ضاحِكًا: لا
لا، لا يَعْرِفُ النِّمْسُ اللَّعِبَ بَتاتًا!.. إنَّهُ بَطَلٌ عالَمِيّ في صَيْدِ
الطُّيورِ والْفِئْرانِ والأَفاعي، وفي الْقَضاءِ على الْحَشَراتِ الْمُؤْذِيَّةِ،
وعلى بَيْضِ التَّماسيحِ، كَيْلا تَتَكاثَرَ فَتُصْبِحَ خَطَرًا على الْبيئَةِ.
- وكَيْفَ يَقْضي
عَلَيْها؟!
- يَمْلِكُ النِّمْسُ حاسَّةَ
شَمٍّ قَوِيَّةً، تَدُلّهُ على فَريسَتِهِ الْمُخْتَبِئَةِ في الشقَّةِ، أوِ الثقْبَةِ،
أوِ الْحُفْرَةِ، أوْ بَيْنَ الْحَشائِشِ.. إذْ يَشُمّ رائِحَتَها الَّتي
يَحْمِلُها الْهَواءُ إلى أنْفِهِ مِنْ مَسافَةٍ طَويلَةٍ..!
- فَكَّرْنا قَليلاً، ثُمَّ
تَساءَلْنا في ذُهولٍ: عَمّ تُحَدِّثُنا؟!
- عَنِ النِّمْسِ،
الْحَيَوانِ الَّذي في حَجْمِ الْقِطِّ، الصَّغيرِ الرَّأْسِ والأَنْفِ
والأُذُنَيْنِ، الْقَصيرِ الْقَوائِمِ، الطَّويلِ الذّنَبِ. ذي الْفِراءِ
النَّاعِمِ، والْجِلْدِ السَّميكِ، الذي يَصِلُ وَزْنُهُ إلى تِسْعَةَ
كيلوجراماتٍ. هَلْ كُنْتُمْ تَظُنّونَني أُحَدثُكُمْ عَنْ بَطَلٍ إنْسانٍ؟!.. لا
لا، لا تَذْهَب عُقولُكُمْ بَعيدًا!
- ولَكُمْ أنْ تَعْلَموا
أن عُمر النِّمْسِ يَمْتَد إلى اثْنَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وتِلِدُ أُنْثاهُ ما
بَيْنَ ثَلاثَةٍ وأرْبَعَةِ أوْلادٍ، يُدَرِّبُهُمْ والِداهُمْ مُنْذُ الصِّغَرِ
على الصيْدِ وحِمايَةِ أنْفُسِهِمْ مِنَ الْحَيَواناتِ الْمُفْتَرِسَةِ.
- قاطَعْنا مُدَرِّبَنا
بِصَوْتٍ عالٍ: وأنْتَ بِمَنزلة والِدِنا، تُدَرِّبُنا على الْحَرَكاتِ الرِّياضِيةِ،
لِنَكْسِبَ أجْسامًا وعُقولاً سَليمَةً، تَحْمينا مِنَ الأَمْراضِ والأَخْطارِ،
حَتَّى نَصيرَ مِثْلَ النِّمْسِ، نُفَكِّرُ كَيْفَ نَلْعَبُ بِأدَبٍ وذَكاءٍ.
فَشُكْرًا لَكَ، وشُكْرًا لِصَديقِنا الَّذي حَقَّقَ لَنا فَوْزًا في هَذِهِ
الْمُباراةِ..!
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: قلم عجيب في محفظتي
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق