الاثنين، 22 مايو 2023

• قصة للأطفال: ثمن العصا!


الفلاحون يُمسكون بالفأس والمنجل لا بالسيف والخنجر

في زمان بعيد، كان يعيش في إحدى القرى صبيٌّ يزرع الأرض مع أبيه، ويرعى الحيوانات، ويعرف كيف يمسك بالفأس والمنجل.

وفي ذلك الزمان، كان الفرسان يمرون بالقرية في طريقهم إلى القِلاع والحصون، فينظر الصبيٌّ إلى سيوفهم وجيادهم، ويحلم بأن يكون فارساً مثلهم، له سيف وجواد.

وذات يوم، كان الصبيُّ الصغير يجلس مع أبيه في وقت الفراغ من العمل.

فقال له:

- يا أبي، أنا أريد أن أكون فارسًا، أريد أن أعرف كيف أبارزُ بالسيف، وأركبُ الجياد.

فقال له والده:

- يا ولدي، نحن فلاحون، نعرف كيف نمسك بالفأس والمنجل، لا بالسيف والخنجر. ولكني أستطيع أن أُعَلِّمَكَ كيف تمسك بالعصا، وتدافع بها عن نفسك وعن كل ضعيف، كفارسٍ حقيقي. ولكن بشرط واحد.

قال الصبيُّ: وما هو يا والدي؟

قال الوالد: أن تدفع ثمن العصا.

قال الصبي: وما ثمنها؟

قال الوالد: غداً أقول لك.

وفي اليوم التالي، دخل الأب إلى ساحة البيت وفي يده عصا طويلة غليظة، من الحطب الشديد، وقال لابنه:

- يا ولدي: هذه هي العصا. وثمنها يا ولدي هو أن تعرف كيف تدافع بها عن نفسك وعن كل ضعيف. حينئذ، تصبح هذه العصا ملكًا لك، وتستطيع أن تحتفظ بها بقية عمرك.

ومَرَّت الأيام، وأصبح الصبيُّ الصغير شابًا قويًا. ولكنه لم ينسَ أبداً ما قاله له أبوه يوم أن سَلَّمَهُ العصا لأول مرة:

"إن ثمن العصا هو أن تعرف كيف تدافع بها عن نفسك وعن كل ضعيف".

وكان الشاب يمسك بعصاته ويقول "متى تصبح هذه العصا ملكًا لي، متى أدفع ثمنها؟".

وذات يوم، كان الشاب يسير خارج القرية، بين الحقول وأشجار البرتقال والنخيل، حينما لمح رجلاً غريبًا يتسلل كاللصوص بين الأشجار. كان الرجل عملاقًا ضخم الجثة، يحمل بين يديه عصا طويلة غليظة. وتَبعَ الشابُ العملاقَ الغريبَ في حذر، وهو يتوقع الشر. ومن بعيد بدا شيخ كفيف تقوده صبية صغيرة. وحينئذ، انقض العملاق على الصَّبِيّة الصغيرة يريد أن يخطفها.

فظهر له الشاب ملوحًا بعصاه.

كان العملاق ضخمًا، شديد القوى، ولكنه لم يكن يعرف كيف يمسك بعصاته بمهارة، وكيف يضرب بها بسرعة. وفوجئ بعصا الشاب تنهال عليه بقوة وسرعة، حتى فرّ هاربًا.

وشكر الشيخ الكفيف الشاب قائلاً له:

- شكرًا لك يا بني، لقد أنقذت حفيدتي الصغيرة، وأنقذتني من هذا اللص.

فقال له الشاب:

- بل الشكر لك أنت أيها الشيخ الطيب. لقد أتحت لي أن أدفع ثمن هذه العصا، وأن تصبح أخيرًا ملكًا لي.

بواسطة محمود آدم عبد الرحمن

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: الأميرة وحبة البازيلاء

قصة للأطفال: ثوب القيصر الجديد

قصة للأطفال: حورية البحر الصغيرة

قصة للأطفال: الأسد يلعب الكرة

قصة للأطفال: كعك حافظة

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

المصدر: 1، 2





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق