الأحد، 28 مايو 2023

• قصة وحكمة: هنري فورد ينجو من تجّار اللوحات


لا تعتمد أبدا على إحساسك أو فِطنتك في تقييم خصومك

كان عامُ 1920 عامَ نَحسٍ شديدٍ على تُجّارِ الأعمال الفنِّيَّة في أمريكا، فقد أخذ المشترون الكبار - وكانوا من أباطرة اللصوص في القرن التاسع عشر - يشيخون ويموتون بأعداد كبيرة كالذباب، ولم يظهر أثرياءُ يَخلفونهم.

وساءت الأحوال لدرجةٍ جعلت عدداً من كبار التجار يجمعون مواردهم في صندوق مشترك وهو ما لم يفعله أحدٌ من قبلهم أبداً، لأن ما كان بين تُجّار الفنون من تَوافقٍ لا يختلف عن ذاك الذي بين القطط والكلاب.

جوزيف دوفين تاجرُ الفنون الذي كان يبيع لوحاته لزعماء الاقتصاد في أمريكا، أَخَذَ يُعاني أكثر من غيره في ذلك العام، وقَرّرَ أن يساهم في الصندوق المشترك، وأصبحت المجموعة تَتَكَوَّن من أكبر خمسة تجار في البلاد. قررت المجموعة أثناء البحث عن زبون جديد أن هنري فورد هو أملهم الأخير. كان فورد وقتها أكثر الأمريكان ثراءً، ولم يكن قد خاضَ من قبلُ في تجارة الأعمال الفنية، وكان هدفاً ثميناً لدرجةٍ تَجعلُ تَجَمُّعَهُم للعمل معاً قراراً حکيماً.

قَرَّرَ التُّجّار إعدادَ قائمةٍ تَتَضَمَّنُ أعظمَ 100 لوحة في العالم، (و «تَصَادَفَ» أنهم كانوا يملكونها جميعاً) وأن يعرضوا على فورد شراءها جميعاً في صَفقَةٍ واحدةٍ بحيث تجعله أكبر مُقْتَنٍ في العالم. وَعَمِلَ اتِّحادُهم لأسابيع على إصدار عمل رائع: کتابٌ من ثلاثة أجزاء يحوي نُسَخاً جميلة للوحاتٍ وبجوار كل منها شرحٌ بليغٌ عن تاريخها ومحتواها. بعدها ذهبوا لزيارة فورد في منزله في ديربورن بولاية ميشغان وأدهشتهم بساطةُ المنزل: بدا لهم بوضوح أن السيد فورد رجلٌ غير مُتَكَلِّفٍ ولا يهتم أبداً بالمظاهر.

استقبلهم فورد في مكتبه، وبدأ في تَأَمُّلِ الكتاب وأظهرَ إعجابه وتَأَثُّرَه، وبدأ التُّجّار في تَخَيُّلِ الأموال الطائلة التي سوف تَنصَبُّ في جيوبهم قريباً، ولكن فورد وضع الكتاب وقال لهم أيها السادة لابد أن كُتُباً بهذه الجودة وصُوَراً مُلَوّنةً بهذا الجمال سوف يكون ثمنها كبيراً، فاعترضه دوفين قائلاً «سيد فورد، لم نأتِ إليك لتشتري هذه الكتب، فهي هدية مِنّا إليك، طبعناها لِتَعرِضَ لك اللوحات.

تَحَيَّرَ فورد وقال «هذا لُطفٌ كبيرٌ منكم أيها السادة، ولكن كيف يمكنني أن أَقبلَ هديةً جميلة ومكلفة كهذه من غرباء». فأخبره دوفين أن الصُّوَرَ في الكتاب هي للوحاتٍ يَأْمَلُون في بيعها له. أخيراً فَهِمَ فورد ولكنه قال متعجباً «لكن سادتي، ما الذي قد أُريدُه من اللوحات الأصلية إن كانت الصُّوَرُ التي في الكتاب على هذا القَدْرِ من الجمال».

المصدر: THE 48 LAWS OF POWER, ROBERT GREEN

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: النهر صديقي

قصة للأطفال: كيف تكتب قصة؟

قصة للأطفال: أمير الحواديت

قصة سرقة: راعي البقر ينتقم من المحتالين

قصة للأطفال: أسدان أحدهما نباتي

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق