الحقيقة
في زمن بعيد وفي مملكة بعيدة، عاش قيصرٌ ثريٌّ جدًا، لكن أهل مملكته كانوا فقراء. كان القيصر يعشق الملابس وينفق معظم مال المملكة عليها، ويقال إنه كان يرتدي كل ساعة ثوبًا جديدًا.
كان
القيصر يجول بين أفراد شعبه ليروا ملابسه الخلابة، ويعجبوا بها، وهو كان يحب كثيرًا
عبارات الإطراء والمديح، لذلك كان الكثير من الناس يأتون من البلدان المجاورة ليتفرجوا
على عروض أزياء القيصر.
في
أحد الأيام سمع رجلان محتالان عن هذا القيصر المهووس، فأتيا إلى المملكة بعدما دبرا
خطةً للاحتيال عليه.
بينما
القيصر يستمع إلى عبارات الإطراء من تجار السوق تقدم أحد المحتالين وقال: أيها القيصر
العظيم، كم أنك أنيق! وكم هي رائعة هذه الملابس... ولكن....
صاح
الملك مستغربًا: ولكن ماذا؟! أكمل؟ ماذا ينقص ملابسي؟.
قال
المحتال: ينقصك أجمل قماش على وجه الأرض، القماش المصنوع من خيوط الشمس والقمر، القماش
السحري الذي يكشف لك من هو الكاذب والخائن والغبي....
سأل
القيصر: كيف يكشفهم؟.
أجاب
المحتال الثاني: إن كل خائن وغبي لا يستطيع رؤية هذا القماش، وهكذا يمكنك أن تكتشف
من هم الخونة، ومن هم الأغبياء في حاشيتك ومملكتك أيها القيصر! لكن....
صاح
القيصر: لكن ماذا مجددًا؟.
أضاف
الرجل: لكن ثمن القماش باهظ جدًا.
أمر
القيصر بسبائك الذهب وأكياس الماس للرجلين اللذين طلبا آلة غزل لصنع هذا القماش السحري.
راح
المحتالان يمدان أيديهما إلى أشعة القمر ليلاً وأشعة الشمس نهارًا ويدّعيان أنهما يغزلان
خيوط الشمس والقمر ثم يدّعيان أنهما يقصّان ويُخيطان القماش.
وفي
الحقيقة ما كانا يصنعان أي قماش، ولكن من يجرؤ على القول إنه لا يرى القماش؟!...
حضر
الوزير ليرى القماش، كاد يصيح: إنهما خاليا اليدين! ثم تذكر أن من لا يرى القماش يتهم
بالخيانة أو الغباء، لذلك صمت وقال للخياطين: كم هو قماش رائع!.
كل
من رأى الخياطين يعملان، لا يجرؤ على القول إنه لا يرى القماش، إلى أن حضر القيصر ليرتدي
الثوب المصنوع من أشعة الشمس والقمر.
اقترب
المحتالان من القيصر وطلبا منه أن يرتدي الثوب الخلاب الجديد، فارتبك القيصر وأصابه
الذهول، قال في نفسه: أووه هل أنا غبيّ حتى لا أرى الثوب؟!.
ثم
ابتسم القيصر كي لا يلاحظ أحدٌ ارتباكه، وخلع ملابسه ليرتدي الملابس الجديدة. صاحت
الحاشية: يا له من ثوب خلاب! كم يليق بك! مبروك أيها القيصر تبدو رائعًا!.
وهكذا
خرج القيصر في ثوبه الجديد بين الناس الذين أتوا من كل مكان لرؤية ثوب القيصر الجديد
العجيب، وقد تجمّدوا في أماكنهم للحظة وهم يرون القيصر يمشي عاريًا، إلى أن صاح طفل:
انظروا
إن القيصر عارٍ!...
عندها
صاح الناس: نعم، نعم القيصر لا يرتدي شيئًا.... تعالى الضحك والسخرية في كل مكان: احمرَّ
القيصر خجلاً، لكنه قَرَّرَ متابعة السير وأقسم أن يقتل الخياطين المحتالين، لكن جميعنا
يعلم أنهما هربا مع الذهب والماس إلى مكان بعيد وهما يضحكان من القيصر وثوبه الجديد.
هانس كريستيان أندرسن _ بسمة للخطيب
إقرأ أيضاً:
قصة حرب: احذر القويّ إذا أهنته
قصة للأطفال: أغنية عصفور الثلج
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق