الأربعاء، 3 مايو 2023

• قصة حرب: احذر القويّ إذا أهنته


ارفض كما تشاء ولكن بأدب واحترام

في بدايات القرن الثالث عشر استطاع محمد شاه خوارزم، وبعد عدة حروب طويلة أن يؤسس إمبراطورية ضخمة تمتد غرباً إلى الموقع الحالي لتركيا وجنوباً إلى أفغانستان.

وكان مركز حُكمِه العاصمة الرائعة سمرقند، كان لدى الشاه جيشٌ هائل قويّ ومُدَرَّب، وكان يستطيع أن يحشد 200,000 جندي في أيام قليلة.

في عام 1219 استقبل الشاه محمد سفراءَ قائدٍ قبليٍ ناشئ هو جنكيز خان، وكان مع هؤلاء السفراء كلُّ أنواع الهدايا مقدمة لمحمد العظيم، وكانت الهدايا تشمل أفضل البضائع من الإمبراطورية المنغولية والتي كانت صغيرة ولكن متنامية، وكان جنكيز خان راغباً في إعادة افتتاح طريق الحرير إلى أوروبا، وعَرَضَ الشراكة مع الشاه محمد واعداً بإحلال السلام بين الإمبراطوريتين.

لم يكن محمد يعرف هذا الآتي من الشرق، ورأى أنه من الغرور بحيث يخاطبه كَنَدٍّ له رغم ما بينهما من فارق يعرفه الجميع، ورَفَضَ عَرْضَ جنكيز خان. حاول جنكيز خان مرة أخرى: هذه المرة أرسل قافلةً من مئة جمل محملة بأندر البضائع التي نهبها من الصين، لكن قبل أن تصل القافلة إلى الشّاه محمد قام إنالشيك وهو حاكم مقاطعة على حدود سمرقند بالاستيلاء عليها وأَعدَمَ قادتها.

اعتقد جنكيز خان جازماً أن ما حدث قد تَمَّ بطريق الخطأ، وأن إنالشيك تَصَرَّفَ دون الرجوع إلى الشّاه محمد، وأرسل بعثة ثالثة إلى الشّاه محمد مكرراً عرضه وطالباً معاقبة الحاكم. هذه المرة قام محمد بقطع رأس أحد السفراء، وأعاد الآخرين بعد أن حلق رؤوسهم وهي إهانة بالغة في عُرفِ المغول، أرسل جنكيز خان رسالة إلى الشاه جاء فيها «أنت تريد الحرب، والمقدور سوف يكون، والله وحده يعرف ما ستنتهي إليه الأمور».

حَشَدَ جنكيز خان قواته، وفي عام 1220 هاجم مقاطعة إنالشيك وحاصر عاصمته، وأَسَرَ هذا الحاكم وأعدمه بِصَبِّ الفضة المنصهرة في أذنيه وعينيه.

في العام التالي قام جنكيز خان بِشَنِّ سلسلة من هجمات حرب العصابات ضد الجيش الهائل للشاه، وكانت هذه الطريقة جديدة تماماً على عصره ـ كان جنوده يتحركون بسرعة كبيرة على أحصنة دون سرجٍ ويطلقون السهام وهم يتحركون. واستطاعت هذه السرعة والمرونة أن تُضَلِّلَ الشاه محمد عن تَوَقُّعِ أين ستتجه قوات جنكيز خان وماذا ستضرب في كل تحرك، وفي النهاية استطاع جنكيز خان الاختراق إلى العاصمة سمرقند وحاصرها، وفَرَّ الشّاه محمد ومات بعد عام، وتمزقت إمبراطوريته وانهارت، وأصبح جنكيز خان الحاكم الأوحد لسمرقند وطريق الحرير وأغلب شمال آسيا.

المصدر: THE 48 LAWS OF POWER, ROBERT GREEN

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: أشياء الجدة سعيدة

قصة للأطفال: من أين تأتي الأحلام

قصة للأطفال: خطة النجمة الصغيرة

قصة للأطفال: وليد والحلم

قصة للأطفال: هيّا إلى الحياة

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق