الجمعة، 22 أبريل 2022

• قصة للأطفال: القرصان ذو الأنف الخشبي


القرصان ذو الأنف الخشبي

كان القرصان ذو الأنف الخشبي قرصانًا قويًّا ومخيفًا، فقَد أنفَه أثناء عملية السطو على مركب إنجليزي كان يحمل شحنة من الذهب والأحجار الكريمة، وقد جدعَ أنفَه ضابط إنجليزي خاضَ ضده صراعًا عنيفًا...

لكنّ القرصانَ بقي مُتماسكًا شاهرًا سيفه على الرغم من ذلك، واستمر في القتال... من دون أنف! ورغم الألم الشديد استطاع أن يُلقي بمجموعة من البحّارة الأعداء إلى مياه البحر.

أُعجبَ القراصنة الآخرون بِشجاعته وقوّته فاختاروه قائدًا لهم. وبِفضل الذهب الذي غَنِمه في حربه ضدّ السفينة الإنجليزية، اشترى سفينة جميلة سمّاها الغليون الذهبي، ولجأ إلى جرَّاح ماهر صنع له أنفًا من خشب، ومنذ ذلك الحين أصبح جميعُ القراصنة يلقّبونه بالقرصان ذي الأنف الخشبي.

لكنَّ المشكلةَ أنَّه فقَدَ تمامًا قدرتَه على الشمّ، فكان يستبدّ به الغضبُ والحزنُ أحيانًا كثيرة، ويسمعُه الآخرونَ يحُكُّ أنفَه الخشبيَّ بالسكين، وعندما يزعجه الأنفُ ويصيبُه بِحساسيّة الجلد يصبحُ القرصانُ في أقصى حالات غضبه فلا يجرُؤ أحدٌ على الاقتراب منه.

وكان الصبي مارتن بحارًا مبتدئًا يعمل على ظهر السَّفينة، وذات مرّة خطرَتْ له فكرةٌ جيدة وطريفة، فهو بإمكانه أن يكونَ أنفَ القائد! يلازمه كظله، سيشُمُّ بدلاً منه، سيحدّثُه عن رائحة رذاذ المطر والسمك، عن رائحة سُفن الخُصوم وهي تحترق، وعن رائحةِ الرَّصاص الذي تقذفُه المَدافع.

 وهكذا سيتخلَّصُ مارتن من الأعمالِ الشَّاقّة التي كان يقوم بها كلَّ يومٍ على ظهر السَّفينة، لن يُنظِّف بعدُ أرضيةَ السفينة، لن يَحملَ البراميلَ الثقيلةَ، ولن يضطرَّ، بعد الآن، لتنظيف قُدور الأكل...

انتهز مارتن  الفرصةً عندما كان الجميع يحتفلون بالغنائم الوفيرة التي سَطوا عليها من سفينة إسبانية، وكانَ القائدُ مبتهجًا رائقَ المزاج فحدَّثهُ عن فِكرته، في البداية أطلق القائدُ ذُو الأنف الخشبي ضحكةً مجلجلة وقهقهةً قويّة أخافت مارتن المسكينَ الذي تراجَع إلى الخلف فسقط في دلو ماء، ممَّا جعل الجميعَ ينفجر بالضَّحك... ثمَّ فجأة رفع القبطانُ القائدُ سيفَه، فسكت الجميع وقال:

«إنَّ هذا الصبي يريد أن يعوِّض أنفيَ الضائعَ، حسنًا! عندما فكّرت في الأمر وجدتُ أنّها ليست فكرةً سيئةً...! ابتداءً من اليوم سيكون الصبي مارتن بِمنزلة أنفٍ لي، سيُخبرني عن كلِّ الروائح، وهكذا سيتمّ إعفاؤُه من كلِّ الأعمال الشاقّة التي كان يقوم بها، وأحذِّركم من الإساءة إليه بعد الآن».

منذ ذلك اليوم لمْ يغضب القائدُ قطُّ، ولم يعد يحُكُّ خشبَ أنفه بالسكين، وكان مارتن يلازمُه ويرافقُه في كلِّ مغامراته وأسفاره في أعالي البحار، رُبَّما أصبح مارتن بِدوره قرصانًا كبيرًا ذات يوم، لكنَّه سيكون قرصانًا بأنف! ويا لَهُ من أنف!

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                                         

علم نفس الثروة، الخروج عن الصمت

العزلة الاجتماعية داء العصر الرقمي

سبعة أشياء لا تعرفها عن الشخصية الحدية

التعامل مع الطفل غير المطيع

اليراعات المضيئة

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق