الأربعاء، 13 أبريل 2022

• قصة للأطفال: بيت الأسماك


التعاون

في قاعِ البحرِ عاشتِ الأسماكُ مع العمِّ أخطبوطٍ الذي كانَ يقرأُ في كتابٍ كبيرٍ وقديمٍ عنْ علاقةِ الأخطبوطِ والدّلافينِ والأسماكِ بالإنسان، والأخطبوطُ يا أصدقائي كائنٌ مسالمٌ وإنْ كانَ البعضُ يظنُّ عكسَ ذلكَ، دخلتْ أسماكُ الهامورِ اللطيفةُ، وسألَها أخطبوطُ ودلفونُ عمّا يجري على السّطحِ منْ أخبارِ الإنسانِ، فقالتْ هامورةُ:

 يوجدُ تسرّبٌ منْ ناقلةِ نفطٍ، وبالتّالي سيزدادُ التّلوّثُ على السّطحِ، وإضـافةً إلى النِّفطِ هـناكَ بعضُ البحّارةِ يلقـونَ نفاياتِ سَفينتِهم في البحرِ.

قالَ دلفون: هؤلاءِ البشرُ غريبون حقًّا، نحنُ نحبّهم ونمنحُهم اللحمَ الطّريَّ، والبحرُ يحبُّهم ويمنحُـهم اللؤلؤَ والمـرجانَ، فلماذا يلوّثونَ البحرَ؟!

قالَ أخطبوط: إيه... هذهِ أمورٌ اعتدْنا عليها، وطالَما غيّرنا مكانَ سكنِنا بِسببِ التّلوّثِ الذي يحدُثهُ الإنسانُ، ماذا عليْنا أنْ نفعل؟

لمْ يكنْ لدى الأسماكِ حلٌّ، لذلكَ دعاهمْ أخطبوطٌ جميعًا للتّفكيرِ في حلٍّ.

وافقتِ الأسماكُ إلّا قَرّوشًا الشِّريرَ الذي قالَ: المشكلةُ مشكلتُكم، ولا مشكلةَ عندي؛ لأنّني دائمُ السّباحةِ والتّنقلِ في الأعماقِ.

كانتْ رائحةُ النّفطِ تملأُ المكانَ، فدخلَ الحوتُ "عنبر" وبدأَ يرشُّ الرّائحةَ الطَّيّبةَ، وقدّمَ الحلَّ للخلاصِ من الرّائحةِ الكريهةِ، قالَ عنبرٌ: نبني لنا بيتًا نحتمي بِداخلِه عندَ حدوثِ مشكلةٍ.

قالَ أخطبوط: فكرةٌ رائعةٌ، بالحبِّ يتّسع البيتُ، يكفي أنْ يتّسعَ لِصغارِنا، فهم الأكثرُ تأثّرًا بالتّلوّث... أنتم اليومَ تفكّرون بشكلٍ رائعٍ، سأرسمُ لكم خِطّةَ البِناءِ، في الحقيقةِ إنَّ الموادَّ اللازمةَ للبناءِ كلّها تتوفّرُ في البرِّ وليسَ في البحرِ... تخوّفَ الجميعُ، ولكنّ أخطبوط قدّمَ لهم الحلّ، قال: يمكنُنا استخدامُ بقايا هذهِ السَّفينةِ مع أغصانِ النّباتاتِ البحريّةِ وبعضِ الشُّعبِ المرجانيّةِ، ولديْنا الكثيرُ منَ الأصدافِ التي يمكنُ أنْ نُزيّنَ بها البيت.

بدأَ الأصدقاءُ العملَ في بناءِ البيتِ وهم يُغنّون، بينَما جلسَ قرّوشٌ بعيدًا، ولمْ يساعدْهم في شيءٍ.

انتهى الأصدقاءُ منْ بناءِ بيتٍ جميلٍ ذي شكلٍ انسيابيٍّ، له ثلاثُ نوافذَ، ومزركشٌ بالأصدافِ البحريّةِ، فرحَ الجميعُ وصاحوا بفرحٍ: أصبحَ لنا بيتٌ.

قالَ عنبر: ما رأيكم أنْ نختارَ له اسمًا؟

قالَ قرّوش: نسمّيه بيتَ القرشِ... بالطبعِ لم يوافقوا؛ لأنّهُ لم يشاركْ في البناءِ ولا حتّى في التّفكيرِ.

قالَ دلفون ضاحكًا: بل نسمّيه بيتَ القلوبِ الثّلاثةِ؛ لأنَّ الأخطبوطَ له ثلاثةُ قلوبٍ، ولذلكَ فهو قادرٌ على أنْ يسعَ الجميعَ بحبِّه، إضافةً إلى أنّه هو الذي خطّطَ ودبّرَ ودلّنا على موادِّ البناءِ.

قالَ أخطبوط: لديَّ اسمٌ يُرضي الجميعَ، نسمّيه" بيتَ الأسماك".

وافق الأصدقاءُ على هذا الاسمِ الجميلِ والشّاملِ، ولكنّ قروشًا الشّرّيرَ أرادَ أنْ يسكنَ معهُم في البيتِ، وقالَ لهم: نحنُ شركاءُ في هذا القاعِ، ولهذا فإنَّ لي فيه نصيبًا مثلَكم تمامًا.

قالَ الجميعُ: لا نصيبَ لكَ في هذا البيتِ... ارحلْ منْ هذا المكانِ.

قالَ قرّوشٌ: أنا أقوى منكم، والحقُّ دائمًا مع القويِّ.

وقفَ الجميعُ مدافعين عن البيتِ، وهم يدفعونَ قرّوشًا إلى الخلفِ، حينَها أطلقَ الأخطبوطُ شيئًا منْ حبرِه ليعتّمَ المكانَ... تراجعَ قرّوشٌ منهزمًا إلى الخلفِ.

بدأتِ الأسماكُ بِتنظيفِ البيتِ ودفْنِ المخلّفاتِ بعيدًا، وفي هذه الأثناءِ اقتربَ قرّوش منْ بابِ البيتِ، فهربَ الصّغارُ وهم يتصايحون.

ضحكَ قرّوش بِصوت مرتفع: ها ها ها، الآنَ صارَ هذا البيتُ لي وحدي... لنْ يتمكّنَ أحدٌ من الدّخولِ وأنا هنا.

دخلَ الجميعُ مسرعين وقالوا: ماذا تفعلُ في بيتِنا أيُّها الغدّارُ الشّريرُ؟ انتهزتَ انشغالَنا بالنّظافةِ؛ لتستوليَ على البيتِ وتروّعَ الصّغارَ.

بدأَ الجميعُ يفكّرون كيفَ يستعيدون بيتَهم ...

 استطاعَ عنبر أنْ يصلَ إلى حيلةٍ يستعيدون فيها البيتَ؛ فقدْ تظاهرَ الأصدقاءُ بأنَّهم تشاجروا أمامَ أسماكِ القرشِ، وذهبَ عنبر إلى قرّوشٍ وقالَ له: أنتَ بطلٌ وتستحقُّ البيتَ، ولذلكَ أنا اختلفتُ مع أصدقائي؛ لأنّني اقترحتُ عليهم أنْ نتركَ البيتَ لكَ ونبني بيتًا آخرَ... فرحَ قرّوشٌ بِكلامِ عنبرٍ، وانطلتْ عليه الحيلةُ، وقالَ لهُ: أنتَ صديقي منذُ اليوم.

 اجتمعَ الأصدقاءُ وحملوا عصيَّهم وأخذوا ينادون قرّوشًا منْ خلالِ نوافذِ البيتِ الثّلاثةِ، وفي كلّ مرّة يطعنونه بالعصيِّ إلى أنْ هربَ وتركَ البيتَ، وبذلكَ استعادَ الأصدقاءُ بيتَهم، وقالوا: لنْ يهزمَنا أحدٌ ما دمْنا متّحدين، وأخذوا يغنّون:

 اِرحلْ يا شرّيرُ اِرحلْ... عنْ بيتِ الأسماكِ... اِرحلْ اِرحلْ يا شرّيرُ.

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة ملهمة: هيلين كيلر الطفلة والملاك

قصة للأطفال: المهرج الحزين

قصة للأطفال: بعير الأمير

قصة للأطفال: سامي وجعبول ومرش الماء

قصة مخيبة: ذابت بفمه مثل السكر

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق