العدالة الوحشية تستعيد النِّظام
ظل سيزار بورجيا لسنوات طويلة يَشنُّ حملاتٍ باسم والده البابا ألكسندر للسيطرة على مناطق شاسعة من إيطاليا، واستطاع عام 1500 أن يستولي على رومانيا.
كان
يحكمُ هذه المنطقة لسنواتٍ وُلاةٌ جَشِعون ينهبون ثرواتها، ودون وجود شرطةٍ أو
جهاتٍ لحفظ النظام فَرَضَ اللصوصُ والأُسَرُ الإقطاعية سيطرتهم على أقاليم
بكاملها. لكي يستعيدَ النظامَ عَيَّنَ سيزار قائداً عسكريا للمنطقة
هو روميرو دي أوركو والذي وصفه نيقولو
مكيافيلي بأنه "شخصٌ قاسٍ لا يرحم أو يلين" وقد منحه
سيزار السلطة المطلقة.
استطاعَ
أوركو بالشِّدَّةِ والعنف أن يُرَسِّخَ نظاماً قاسياً للعدالة في
رومانيا، وقضى على كل العناصر الخارجة على القانون. إلا أن حماسته قد بالغت في
قسوته، وفي أعوام قليلة أصبحَت جميع الناس ترفضه وتكرهه.
في
ديسمبر من عام 1502
اتَّخَذَ سيزار قراراً حاسماً، فأشاع أولاً أن الممارسات الرهيبة
التي يرتكبها دي أورکو ليست بإقرارٍ منه وإنما سببها
الطبيعة الوحشية للرجل، وفي 22
ديسمبر أَمَرَ باعتقال أوركو في مدينة سيسينا، وفي اليوم التالي
لاحتفالات رأس السنة استيقظ السكان على مشهدٍ غريبٍ وسط ساحة المدينة: كانت جثة أورکو
مقطوعة الرأس في ثيابٍ أنيقة ومعطف قرمزي، وبجانبها ثُبِّتَتْ رأسه على رمحٍ منتصبٍ
وبجوارها السِّكِّينُ والنَّطْعُ المستخدمين في تنفيذ الإعدام. وقد كتب مكيافيلي
عن ذلك قائلاً: کان عنفُ المشهد كافياً لإشعار الناس بالخوف والرضا معاً.
المصدر: THE 48 LAWS
OF POWER, ROBERT GREEN (ترجمة د. هشام الحناوي)
إقرأ أيضاً:
قصة وحكمة: إلعب دور الرجل الودود أحياناً
قصة وحكمة: ابذل كل تركيزك لإخفاء حِيَلك
قصة وحكمة: لا تسمح لإحد أن يتفوق عليك
قصة وحكمة: تَمَرَّد على القيود المفروضة عليك
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق