الاثنين، 6 مايو 2019

• نوادر العرب: هارون الرشيد وأبو العتاهية

دَخلَ أبو العَتاهية على الخليفةِ هارونَ الرشيد حينَ بَنى قَصرَهُ، وزَخرَفَ مَجلِسَهُ، واجتمعَ إليه خَواصُّه، فقال له: صِفْ لنا ما نَحنُ فيه مِن الدنيا.
فقال:

عِــــشْ مـــــا بـــدا لـــك آمـنــاً      فــي ظــلّ شــاهِـــقَـةِ القُـصورِ
فقال الرشيد: أحسنت، ثم ماذا؟
فقال:
يُسعى إليكَ بما اشتهيـتَ      لــــدى الرواحِ وفي الــبُـــكــور
فقال: حسن، ثم ماذا؟
فقال:
فـــإذا الــنـفـــوسُ تـقـعـقـعــــت      في ضيقِ حَشرَجَةِ الصدور
فــــهُــنـــاك تَـعـــلـــمُ مُــوقِــنــــــــــاً      ما كُــــنــــتَ إلاّ فــــي غُــــــــــــرور
فبكى الرشيدُ بكاء شديداً حتى رُحِم، فقال له الفضل بن يحيى: بَعثَ إليكَ أميرُ المؤمنين لِتَسُرَّه فأحزَنتَه.
فقال له الرشيد: دَعهُ فإنه رآنا في عَمىً فَكَرِهَ أنْ يزيدَنا عمىً.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق