دخلتُ أحد المحال
كي أشتري شيئًا، فلما اخترت ما أردته، وأخبرني البائع بالثمن، تحسست حافظة نقودي
فلم أجدها... أيقنت أنها ضاعت بما فيها من نقود وهويات وأوراق مهمة، فرجعت من حيث
أتيت.
جلست أفكر: أين
ضاعت، وكم من الوقت أحتاجه لاستخراج بدائل للأوراق والهويات المفقودة، وفجأة... رن
هاتفي الجوال، وإذا بالمتصل يسألني: أأنت فلان؟ قلت: نعم، قال: هل صليت الظهر في
مسجد كذا؟ فأدركت سبب اتصاله، فقلت له: نعم، وفقدت هناك نقودي، فقال: لقد عثر
عليها عامل المسجد، وجاءني بها، فعرفت اسمك ورقم هاتفك من محتوياتها، وذلك العامل
اسمه كذا، وهو في انتظارك بالمسجد.
عدت إلى ذلك
المسجد مسرعًا، التقيت ذلك العامل الفقير، سلمني حافظة نقودي، فتحتها فوجدتها
كاملة، لم ينقص منها شيء، كان من الطبيعي مكافأته على أمانته، ثم دار حوار بيني
وبينه، عرفت أن له أربعة من الأولاد، بنين وبنات، بعضهم في المرحلة الجامعية،
أعجبني إصراره على إتمام تعليمهم الجامعي، رغم صعوبة ظروفه المادية، قال: إن الله
تعالى بارك في أولاده بركة عجيبة، فهم ملتزمون متفوقون يتمتعون بقدر عال من الأدب
والأخلاق.
سألته: ما هو
أسلوبك في تربيتهم؟ قال: الأمر بسيط جدًا، فأنا لم أطعمهم يوما حرامًا، بل أتحرى
الحلال في كل مال أكسبه، كما أنني حريص على كل ما يصدر مني من أقوال وأفعال، فلم
يتعلموا مني شيئًا سيئًا... هذا رجل فقير بسيط، ولكن عنده ما ينفع الآخرين، ويكفي
أن يتعلم منه أولاده أمانته، رغم شدة حاجته.
تابعونا
على الفيس بوك
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ
أيضًا
تعلمو من الفقراء حسن الخلق والامانة
ردحذف