الثلاثاء، 7 فبراير 2023

• قصة مُخَيِّبَة: شيخ الجبل


أَحِبُّوا بَعضَكم

شيخُ الجبلِ رجلٌ صالحٌ اعتزل حياةَ الناس وتفرغ للعبادة والصلاة، وفي أوقات فراغه يغزلُ الصوف ويحمله إلى البلدةِ ليبادل خيوطَ الصوفِ المغزول بما يحتاج من طعامٍ وشرابٍ وزيتٍ لإضاءةِ قنديله.

كان أهلُ البلدة يعتبرون شيخَ الجبل بمنزلة الأبِ الكبيرِ والحنونِ الذي يغمرهم دائمًا بالسؤال عنهم وعن أحوالهم ويرفع يديه داعيًا الإله لهم وكانوا يسرون ويفرحون بدعائه لهم ويعتقدون أن ما يتمتعون به من نعمٍ هي بفضلِ الدعاءِ المباركِ والمستجابِ لشيخ الجبلِ .

ولأن شيخَ الجبلِ لم يكن يمضي الكثيرَ من الوقتِ بينهم فلم يكن الجميعُ محظوظًا بلقائه والتحدثِ إليه، لذلك اتفق الناسُ أن يكتبوا للشيخِ بما يرغبون في أوراقٍ يضعونها في كيسٍ عند سفحِ الجبلِ حيث يمكن للشيخِ أن يراها ويحملها ويصلي الليل من أجل أن يستجيبَ الله دعوات أصحابها .

عند غروب كلِّ يومٍ ينزلُ شيخ الجبلِ من مغارتِهِ حيث يحمل كيس الأوراقِ وعلى ضوءِ السراجِ يتصفحها ويدعو الإله أن يحقق رغبات أصحابها، بعد مدٍة لاحظ شيخُ الجبلِ أن الكيسَ الواحدَ أصبح أكياسًا، لقد امتلأَ سفحُ الجبلِ بالأكياسِ المليئةِ بالأوراقِ والتي لكثرتها أصبحت ثقيلةً على الحملِ، أمضى شيخُ الجبلِ أيامًا وليالي وهو يقرأ الأوراقَ الكثيرةَ، فهذه الورقةُ يشكو صاحبُها من جارِه الذي لا يدعُوه إلى موائدِه وولائمِه ويطلبُ من الله ألا يرزقه بعد الآن أي رزقٍ، وورقةٌ أخرى يريد صاحبُها أن يرزقَ المزيدَ من المالِ حتى يبني الكثير من البيوتِ ويبيعها للناس، وأخرى تطلب من الله ألا يخلق فتاةً جميلةً في البلدة غيرها، وآخر يشكو المرضَ ولا يرغب أن يموتَ أبدًا وأخرى تريد أن يرزقها الله الكثيرَ من الأولاِد حتى يصبح عدد أولادها أكثرَ من جارتها وآخر يرغبُ أن تثمر مزرعتُه أفضل الثمار فلا يشتري الناسُ إلا منه ويتركوا مزارع الآخرين... شعر شيخُ الجبلِ بالحزن من مطالبِ الناسِ التي لا تنتهي ومن الذين لا يقنعون بما رزقَهم الله ولا يشكرونه على النعمِ التي حباهم بها.

لم يعد شيخُ الجبلِ ينزلُ لحملِ أكياسِ الأوراقِ فامتلأ بها سفحُ الجبلِ وطيَّرَتها الرياحُ. حزن الناسُ لأن الشيخ أهملَ أوراقَهم وأكياسَهم وتَساءلوا عن السببِ فيما بينهم لكنهم لم يجدوا جواباً.

وفي يومٍ مرّ أحدُ الشبابِ على الناسِ المجتمعين وبيده كيسٌ صغيرٌ فيه ورقة واحدة، كان يرغب بالسير نحو سفحِ الجبلِ ليضعه للشيخ لكن الناس هزئوا منه وقالوا لم يعد شيخُ الجبلٍ يهتم لأمرنا، لكن الفتى واصل سيره حتى وضع الكيس وعاد، وعند الغروب خرج شيخ الجبلِ من مغارتِه ورأى ذلك الكيسَ الصغيرَ الخفيفَ فتعجّب لذلك ثم حمله واستخرجَ الورقةَ منه وقرأَ: إن نِعَم الله التي غمرني بها كثيرة ولا يكفيها شكري لكن ادعُ لي يا شيخَ الجبلِ أن يوفقني الله دائمًا في حياتي .

ابتسمَ شيخُ الجبلِ ورفعَ يديهِ يدعو لذلك الشاب فأخيراً وجد من بين الناسِ من يشكر الله على نِعمِهِ ولا يتذمر شاكيًا أو مطالبًا بأكثرِ مما قُسِمَ وقُدِّرَ له.

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: القطّ والثعلب

قصة للأطفال: سارة محتارة

قصة مُخيبة: الأحمقان والعسل

قصة للأطفال: كيسنجر والإسرائيليين

قصة للأطفال: البنفسجة الطموحة

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

المصدر: 1، 2

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق