الثلاثاء، 21 فبراير 2023

• قصة للأطفال: أُمُومَة


أَيَحدُثُ هذا في الطبيعة؟
!

«عندما نُشرتِ الصورة في الصحف في عيد الأم.. تساءل الناس مدهوشين! أيحدثُ هذا في الطبيعة؟!».

عجبًا ماذاحدث؟!! دعنا نعرف.

بعد أن أشار الصيّاد بيده أمام كلبه، وأطلق صفيرًا حادًا، بدأت المطاردة المثيرة العنيفة، أرنبة تقفز قفزات جنونية مرعوبة خائفة، والكلب السلوقي ينطلق وراءها كالسهم.

كان الصيّاد يتابعهما بمنظاره هادئًا مبتسمًا مطمئنًا وهو يحدّث نفسه، حتمًا لن تفلت منه كما عوّدنا في السابق، فهو كلب ماهر خبير بالمطاردة، وبالفعل بعد فترة قصيرة حاصر السلوقي الأرنبة، اقترب منها، ها.. أين المفرّ يا أرنبة؟

شعرت الأرنبة المسكينة بقرب نهايتها، فتذكّرت صغارها الرُّضَّع، فسالت دموعها على وجهها، ولكنها تماسكت وقالت: ألا تُمْهلني شهرًا يا سلوقي؟

- آه.. شهرًا؟! ولماذا؟!

- لأن صغاري الرُّضَّع ينتظرونني وهم بحاجة إلى حليبي، وبعد شهرٍ ستجدني هنا أنتظرك لتطاردني.

- أَخداعٌ ومراوغةٌ يا أرنبة، وأنت الآن في قبضة يدي؟!

- أبدًا يا سلوقي، إنني صادقة في قولي. وصَمَتَتْ لحظةً ثم قالت:

- إذن بحقّ السماء أَمهلني ساعةً كي أُرضعهم الرضعة الأخيرة، وأشمّهم الشمة الأخيرة... وأنظر إليهم النظرة الأخيرة... وأُودّعهم الوداع الأخير، ثم أَخرجُ لِتُطاردني، إنّ مغارتي قريبة من هنا.

وغَصَّت الأرنبة بالبكاء والدموع تنحدر من عينيها.

تطلّع السلوقي إلى وجه الأرنبة فرأى حنان الأم الصادق في عينيها ودموعها، ولاحظ لهفةَ الأم على صغارها، وتَذَكَّرَ السلوقيّ صغاره في البيت فابتسم وقال:

- بالتأكيد أنتِ أمٌّ يا أرنبة، عيناك... دموعك... وجهك... كلماتك، كلها تؤكد ذلك. وهتف باسمًا:

لا تخافي يا أرنبة.. لا تخافي.. فنحن صديقان منذ الساعة، مدّي يديك يا أرنبة.

وتصافحا... وقبّل أحدهما الآخر.

كانت هناك حمامة في عشّها تغني لفراخها، فرفع السلوقي رأسه نحوها وابتسم.

بعد فترة نادت الأرنبة صغارها، وراحتْ ترضعهم، بينما جلس السلوقي أمامها ينظر إليهم بوداعة وحرص.

حينما اقترب الصيّاد منهم على فرسه، دُهِشَ وفتح عينيه على سعتهما وفَغَرَ فمه وقال: كيف حدث هذا؟ كلبي السلوقي الشرس جالس بجانب أرنبة تُرضع صغارها بأمان وهدوء!! يا سلام!

- حقًا كيف حدث هذا؟!

ابتسم الصيّاد ابتسامة عريضة.. ولم يفعل شيئًا.. أو يَقُل لكلبه كلمة، بل بقي يتطلّع بهدوء إليهما وهمس في نفسه:

- الآن فهمتُ ما جرى... إنّه احترام وتقديس للأمومة، ثم التقط لهم صورة بعدسته وأرسلها إلى الصحف في عيد الأم بعد أن قرر مع نفسه منذ تلك اللحظة أن يترك مهنة الصيد نهائيًا كما فعل كلبه السلوقي قبله.

المصدر: 1

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: أبو الريش

قصة للأطفال: الأطفال الجياع

قصة وعبرة: الرجل الغريب

قصة مخيبة: الذئب والشفق

قصة للأطفال: غضب الحروف

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق