السبت، 6 أغسطس 2022

• قصة للأطفال: الأشياءُ لا تكبرُ ولا تصغرُ


صندوق الألعاب

كانت سارة تلهو بلعبِها في شرفةِ المنزلِ وعندما حانِ الوقتُ لترتيبِ الألعابِ في الصندوقِ لم يتسع للكثيرِ منها، احتارت سارة أين تضع باقي ألعابَها إذ لو تركتها على أرضِ الشرفةِ سيثير ذلك غضبَ أمّها ولن يجد والدها مكاناً لكرسِيِّه حيث يحبّ أن يجلسَ ليقرأ في كتبِهِ أو صحفِهِ.

كانت الأمُّ مشغولةً باستخراجِ الملابسِ القديمةِ من الحقائبِ التي رتّبتها خلف باب الغرفةِ وعندما التفتت رأت سارة واقفةً حائرةً فسألتها: ما الأمر؟

وأجابت سارة: صندوق الألعابِ أصبح صغيراً ولم يعد يتسع لكل ألعابي.

ابتسمت الأمُّ ولم تعلّق على كلام سارة بشيء، إنما فتحت حقيبةَ الملابسِ القديمةِ وأخرجت بعضَ القطعِ منها وطلبت إليها تجربتها لتقرّر أمراً بشأنِها.

حاولت سارة ارتداء الفستان الوردي لعيد ميلادها قبل عامين، لكنه عَلِقَ برأسِها ولم تستطِعْ سحبه إلى الأسفلِ حينها شدّت الأمُّ الفستانَ للأعلى وطوته ووضعته جانباً وقالت: لم يعد مناسباً لك.

قالت سارة: هذا الفستان أصبح ضيقاً وصغيراً، إنه يناسب عروستي، هل يمكن أن أحتفظ به لها.

وأجابت الأمُّ: طبعاً.. جرّبي الآن هذه التنورة.

عندما لبست سارة التنورةَ الخضراءَ ذات الورود الملوّنة استغرقت في ضحكِها: لا، هذه التنورة أصبحت قصيرةً جداً، ما رأيك يا أمي، ألا تناسب ابنة خالتي (مريم)؟

قالت الأم: إذن ضعيها في هذا الكيس لها، هيا جرّبي هذا المعطف.

كانت سارة تحبُّ معطفَ الشتاءِ البني ذا الياقةِ الفرو والقبعة الملتصقة به ببعض الزرائر لأنه كان هديةَ والدها لها عندما كان مسافراً في إحدى المرات، ارتدت سارة المعطفَ وابتسمت وأمها حين رأت ذراعيها يخرجان من الأكمامِ دون أن يغطيهما شيء كما أن القبعة لم تتسع لتغطيةِ رأسها وعلّقت وهي تتظاهر بالارتجاف: لا، هكذا سأتجمّد من شدةِ البردِ، لكن يا أمي أنا أحب هذا المعطف كثيراً، ولا أرغب بالتخلّي عنه.

اقترحت الأمُّ أن تعلّقه لها في الخزانةِ كذكرى من والدِها لها.

قاست سارة بعض قطع الملابسِ الأخرى، وكانت تلقي بها جانباً وهي تردد: لم يعد أيٌّ منها يناسبني، كلُّها أصبحت صغيرةً، أو ضيقةً، أو قصيرةً، ما رأيك يا أمي أن نتبرّع بها للمحتاجين؟

وهزّت الأمُّ رأسها موافقةً، ثم شدّت سارة إليها وقالت: الملابسُ لم تصبح قصيرةً لكن أنت أصبحت طويلة كما أنها لم تعد ضيقةً، لكن أنت أصبحت ممتلئةً... وماذا بالنسبة لصندوق الألعاب في الشرفة؟.

قاطعت سارة أمّها مكملةً وهي تبتسم: لم يعد صغيراً لكن ألعابي أصبحت كثيرةً.

لطيفة بطي

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: النسر والأوزة الصغيرة

قصة للأطفال: الرّسّام الصغير

قصة للأطفال: حصة التعبير

قصة للأطفال: رياض والمرفأ

قصة للأطفال: السودان والشمس الساطعة

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق