الاثنين، 27 أكتوبر 2014

• قصة وعبرة: فضيحة فتاة في الجامعة

جاءني خطاب التنسيق والتحقت بكلية التجارة، ولأنني حصلت على الثانوية العامة بعد قصة كفاح وسهر ودروس خصوصية ورسوب مرتين، قررت أن أنسى معاناتي معها وأُسقط من عمري أيام الثانوية وأعيش وأستمتع بسنوات الجامعة...

وفي إحدى الرحلات التي قامت بها الجامعة اقترب مني استاذي الذي أصر على أن أشترك في الرحلة، أجلسني بجانبه في الباص وخصني بمعاملة تختلف عن بقية الطالبات، الأمر الذي سبب لي نوعًا من الحرج، وشعرت بحاسة الأنثى فيّ تقول أن الموضوع أكبر من علاقة أستاذ بطالبته، رغم أن هذا الأستاذ متزوج وله ولدان.
وفي أثناء الرحلة على شاطىء البحر والجميع مشغول بمنظر البحر والامواج، تفاجأت بمن يقطع عليّ حبل افكاري وشرودي الذهني، كان هو بعينه الأستاذ الذي فاجأني قائلاً: نهلة... أريد أن أتزوجك !
كلماته لجمت لساني، وأصابتني بنوع من الصدمة والدهشة، لم أستطع الرد... بقيت صامتة!
كرر سؤاله مرة ثانية وأصغى ينتظر الجواب !
قلت له: كيف يا دكتور (..) وزوجتك؟
قال وكأن الإجابة كانت جاهزة لديه مسبقاً: نتزوج سراً !
قلت له بغضب: مستحيل !!
أخذ يشرح لي ظروفه الأسرية وعدم توافقه مع زوجته وأنه سيطلقها بعد أن تمر مدة معقولة على وفاة والدها، وبدأ يقنعني بأن زواجنا السري سيكون مؤقتاً، ولن يتغير في الأمر شيء، فأنا سأذهب إلى شقته في الوقت الذي تكون زوجته خارج المنزل وهكذا لن يحس بنا أحد...
لم أجد الفرصة للأخذ والعطاء معه بسبب اقتراب الطلاب من مكان وقوفنا على الشاطىء .
بعد عرض الأستاذ بدأت أتهرب منه في الكلية، فبدأ يلاحقني تليفونياً، ويبدو أن اختياره وقع عليّ ولن أهرب منه بسهولة، انتابني شعور مخيف وأنا أتخيل أن مأساة سقوطي في الثانوية ستتكرر ثانية، ولكن هذه المرة في الجامعة وظلمًا بسبب السلطة التي يتمتع بها الاستاذ.
اضطررت إلى مجاراة هذا الاستاذ وطلبت منه أن يحدثني في وقت متأخر لأن والدي يشك في حديثي التليفوني معه بسبب الارتباك والتوتر اللذين يعترياني كلما رن جرس الهاتف .
وبالفعل اتصل بي في وقت متأخر، ويبدو أن تخفيض صوتي في الهاتف حتى لا يسمعني أحد من أهل البيت، أوحى له بأشياء غريبة جعلته ينسى نفسه، فبدأ يطلب مني أمورًا جسدية والحّ عليّ أن اتجاوب معه، لكني شعرت بالحرج وأغلقت الهاتف بعد أن أخبرته أن والدي استفاق من النوم .
لم تغمض لي جفون، فكرت جيداً في هذا الأستاذ المراهق، وفكرت في حظي التعيس الذي وضع هذا الاستاذ في طريقي... وتخيلت أنه من الصعب أن يتركني في حالي وأنه سيبقى كالكابوس جاثماً على نفسي، ليس في الجامعة فقط وإنما في البيت ومن خلال الهاتف الذي لعنت في نفسي من اخترعوه...
شعرت ببعض الارتياح حين عثرت على الحل المناسب الكفيل بإزاحة هذا الكابوس من حياتي، ذهبت إلى أحد المحلات واشتريت هاتف رقمي صغير، وطلبت من البائع أن يعلمني كيف أقوم بتسجيل المكالمات التليفونية، فقام بعمل توصيلة مع جهاز الكاسيت الصغير الخاص بي...
أصبحت الخطة جاهزة والكمين مرتب، وأخذت أنتظر مكالمة الأستاذ المراهق، لم تتأخر المكالة التي جاءت في وقت متأخر كالعادة، وكنت في أتم الاستعداد للتسجيل...
بدأت الحديث معه بلهجة فيها كثير من اللطف والإغراء، بدأ حديثه كعادته بالاسطوانة المعروفة عن التفاهم المفقود بينه وبين زوجته، وعن مدى الشقاء والتعاسة التي يعيشها، ومن ثم انتقل للحديث عن جمالي وأنوثتي وجسدي وما يثيره فيّ، وتخلل حديثه الكثير من العبارات والالفاظ الجنسية...
استدرجته في الحديث عن هيئة التدريس فقال فيهم ما قاله مالك في الخمر، فكان يستعرض قذارة الجميع ونزاهته هو.
بعد كل حوار ومكالمة هاتفية كان يبدأ في الإلحاح عليّ بالتعاطي معه في الأحاديث الجنسية عبر الهاتف، كنت أعترض، فيبدأ بالتوسل والرجاء.
وتوالت مكالمات الأستاذ المراهق... واستطعت أن أسجل له سبعة شرائط رأيت أنها كافية لازاحته من طريقي، وخاصة حين قال لي: "إما أن نتزوج سراً .. أو أنك لن تنجحين في مادتي والمواد الاخرى" !
 وبدأت أنتظر لحظة التنفيذ...
منحني مهلة أخيرة للتفكير... وقال أنه سيكون بإنتظاري في شقته... رفضت... فجاءت نتائج الفصل الأول الدراسي لتأكد لي أن الأستاذ المراهق قد نفذ تهديده... ورسبت.
اتصلت به محتجة، فقال تعالي الآن إليّ وإلا... !
صرخت في وجهه وقلت له: أيها الأستاذ القذر ستكون نهايتك على يدي أنا !
بدأت في تنفيذ ما كنت قد أخّرته على أمل أن يعود الأستاذ الى صوابه، فلا أضطر إلى عمل فضيحة تنهي مستقبله، أعددت الأشرطة بعد أن قمت بمسح اسمي الذي ورد في بعض مجريات الحديث، نسختها عدة نسخ وقمت بتوزيعها على أساتذة الكلية ومكتب العميد .
بعد هذه الفضيحة لم تجد إدارة الجامعة شيئاً يمنع من إعادة تصحيح أوراق امتحاناتي ثانية... وكانت النتيجة أنني ناجحة .
بعد هذه الحادثة انتشرت الشرائط في الجامعة كلها، بل إن البعض استغلها ضد هذا الدكتور المراهق الذي لم أره بعد ذلك فهو سرعان ما اختفى...
قال البعض أنه سافر إلى جامعة السودان، وتردد أنه نقل إلى جامعة أخرى بناءً على طلبه.
ولست أدري كم فتاة قبلي سقطت في براثنه وبراثن أمثاله من ذوي النفوس الدنيئة...
 تابعونا على الفيس بوك وتويتر
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا

 

للمزيد







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق