السبت، 31 مايو 2025

قصة مشاهير: توماس إديسون ينصب على نيقولا تسلا

لا يُطفئ النورَ من وُلد ليضيء العالم

في زمن كانت فيه الكهرباء لا تزال سحرًا غامضًا يلهب خيال العلماء، ظهر شاب نحيل المظهر، لامع الذهن، يحمل بين ضلوعه رؤى تفوق عصره بعقود. لم يكن نيكولا تسلا مجرد مخترع، بل كان عاصفة فكرية اجتاحت حدود الواقع، وسعت لأن تضيء العالم لا بالسلك فقط، بل بالفكرة. ومن قلب أوروبا، شق طريقه إلى العالم الجديد، لا يرافقه المال ولا الجاه، بل أحلام تلامس النجوم.

في عام 1884، كان نيكولا تسلا في الثامنة والعشرين من عمره عندما اتخذ قراره المصيري بمغادرة أوروبا إلى مدينة نيويورك. لم يكن في جعبته سوى حفنة دولارات، ومعرفة محدودة باللغة الإنجليزية، وعالم من الأفكار الثورية لم تجد بعد من يفهمها. حمل معه حقيبة بالية ورسالة توصية موجهة إلى أحد أعظم العقول الصناعية في ذلك الوقت: توماس إديسون.

حين التقى تسلا بإديسون، انبهر الأخير بحدة ذكائه وسعة خياله، فعينه للعمل في شركته، وقطع له وعدًا مغريًا: خمسون ألف دولار إن استطاع تحسين كفاءة أنظمة التيار المستمر التي تعتمد عليها مشاريعه. لم يتردد تسلا، بل ألقى بنفسه في معترك العمل، ساهرًا الليالي، ناسجًا أفكاره في صمت، متحديًا حدود العلم بصرامة وشغف. وبعد أشهر من الجهد المتواصل، أنجز المطلوب وأتى إلى إديسون يطلب ما وعد به.

لكن إديسون، الذي رأى في أفكار تسلا تهديدًا لمملكته الكهربائية، قابل طلبه بابتسامة ساخرة قائلاً: "أنت لا تفهم روح الدعابة الأمريكية!" ضحكته كانت كالسهم، مزقت حلم الشاب الطموح، لكن لم تكسره. شعر تسلا بالخيانة، بالخداع، لكنه لم يغرق في مرارة الخيبة، بل نهض منها كالعنقاء، وأدار ظهره لإديسون، وخرج من شركته متسلحًا بعزيمة أقوى، وإيمان لا يتزعزع بأن الكهرباء المتناوبة هي مستقبل البشرية.

لم يكن طريقه مفروشًا بالورد. واجه تسلا الفقر، وحفر الخنادق ليكسب قوت يومه، لكنه لم يتخلّ عن حلمه. وسرعان ما التقاه رجل يؤمن به: جورج ويستينغهاوس، الذي دعم أفكاره ومول مشاريعه، ليفتح معه صفحة جديدة في "حرب التيارات" التي ستغير وجه العالم إلى الأبد.

لم يكن خروج تسلا من تحت جناح إديسون نهاية، بل بداية أسطورة علمية ستكتب على صفحات التاريخ بحروف من نور. لقد اختار طريق العزلة والعناء، لكنه حمل مشعل الحقيقة في وجه المصالح، وصنع من الخذلان وقودًا للابتكار. في كل لمبة تضيء، وفي كل شبكة كهرباء تنبض، هناك أثر من حلم ذلك الشاب الذي جاء إلى أمريكا بلا شيء، ووهبها كل شيء.

جديدنا كتاب:

 100 قصة حب من كل زمان ومكان

  إقرأ أيضاً:

قصة نجاح: قصة سيارات رولز رويس

قصة مُخَيِّبَة: قصة التيتانيك: الرحلة اليتيمة

قصة وعبرة: الصياد وزوجته الجشعة

قصة ملهمة: كولومبوس: حلم غيّر العالم للأبد

قصة للأطفال: فارس رائد فضاء

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

جديدنا كتاب:

 100 قصة حب من كل زمان ومكان







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق