قصة من الصين
أراد الأمير الشاب شانج أن يخرج بمفرده في رحلة، يجول خلالها بين مقاطعات المملكة، ليعيش بين الناس، ويتعرف أحوالهم، ويُعِدُّ نفسه ليوم يَخلفُ فيه أباه الملك ين شي على العرش.
نال
الأمير موافقةً من أبيه بعد مناقشات طويلة، وغادر القصر بلا عربة ملكية ذات عجلات
ذهبية أو مرافقين أو حراس، ومشى ولي العهد بين العوام متنكرًا كأي فرد عادي منهم،
لم يكن معه غير عصا رفيعة من البامبو، وكيس يحوي القليل من العملات النحاسية.
بعد
مسيرة 20 "لي" (لي هي وِحدة صينية لقياس المسافات تعادل 500 متر) بلغ
الأمير أطراف غابة هو بي. كانت الذئاب الجائعة تعوي: (ووووه!).
وقف
الأمير حائرًا، يراوده الحنين إلى قصر أبيه حيث الراحة والأمان، سمع أنغامًا تأتي
من مكان قريب، ووثب شخص من فوق بقية من جذع شجرة، كان معه كمان، وكان ذا هيئة
مضحكة، أدنى طرف الكمان من ذقنه، وأخذ يعزف.
كان
قوسه يلامس الأوتار صاعدًا هابطًا، بينما يتمايل الرجل ويحرّك رجليه متجاوبًا مع
اللحن المرح.
ضحك
الأمير من هذا الشحاذ الظريف، وطريقته الفكاهية في العزف، وكلمّا ضحك زادت رغبته
في الضحك.
عرف
العازف أن الأمير يرغب في اجتياز الغابة، فقال له ببساطة: هيا بنا.
قال
الأمير دهشًا: مخاطرة أن ندخل هذه الغابة الرهيبة ولا سلاح معنا!
رفع
الرجل كمانه وقال في فخر: معي كماني وقوسه وسترى أنه لا يقل عن قوس النبلة والسهام!
مشيا
في الغابة، راح العازف يؤدي على كمانه أصواتًا تشبه نباح الكلاب وزئير الأسود
والحيوانات الأخرى، ويلهب شجاعة الأمير بموسيقاه الحماسية.
سكت
عواء الذئاب، لم يظهر ذئب واحد، ومازال الرجل يعزف، ويتنقل من الأنغام الهادئة إلى
الراقصة في براعة باهرة، كان الشحاذ يعزف ويتقافز في سرور والأمير يضحك.
عبرا
الغابة بسلام، وعند مفترق طريق أخرج شانج من كيسه قطعة نقدية صغيرة، وقال للعازف:
خذها... وأشكرك لأنك ساعدتني وأسعدتني.
رفض
صاحب الكمان والقوس أخذها وقال له: أراك فقيرًا مثلي وربما تحتاج إليها أكثر مني.
ضحك
الأمير وقال: أحقًا؟! عندما أكون الملك (نسي الأمير نفسه) سوف أكافئك بسخاء.
ضحك
العازف الجوال: ها...ها...ها...عندما تكون الملك؟! عندما تكون الملك سأقبل منك
مكافأة... اجعلني جنرالاً في جيشك.
قال
شانج: وهو كذلك... ما اسمك الجميل؟
أجاب
الشحاذ: اسمي المثير للشفقة هو تانج... تانج عازف الكمان... وداعًا يا ملكي الصغير
الذي يركب حصانًا من البامبو!
وافترقا
وكلاهما في غاية السعادة.
لم
تدم سعادة شانج طويلاً، إذ هاجمته عصابة من قطاع الطرق، سلبه اللصوص كيس نقوده
وملابسه، وأخذوا عصاه، ضربوه بقسوة وتركوه يتألم على جانب الطريق، بعد قليل لقيه
مسافر دافئ القلب، حمله على كتفه ومضى به إلى قريته، وهناك قدم إليه الطعام
والملابس، وظل يعتني به حتى استردّ عافيته، شكره شانج وقال له:
كيف
أردُّ لك جميلك؟
قال
الرجل: أنا لم أفعل شيئًا، ماذا يعني قليل من الطعام وبعض الملابس؟ أنا خيَّاط... سأجعل
زبوني القادم يدفع أجرًا مضاعفًا، فالخياط محتال كما يقول المثل.
قال
شانج: عندما أصبح ملكًا (نسي نفسه مرة ثانية).
قهقه
الخياط: ها...ها...ها... عندما تصبح ملكًا؟! ها...ها...ها... عندما تصبح ملكًا لن
أقبل منك بأقل من جعلي جنرالاً في جيشك.
قال
شانج: هذا ما سيكون، ما اسمك الشريف؟
أجابه:
وانج، هذا اسمي التعيس، وانج الخياط، وداعًا وحظًا سعيدًا يا ملك المستقبل!
وافترقا
وهما يضحكان من هذه النكتة الرائعة.
واصل
شانج رحلته، وسار بين الجبال، لم يصادف إنسانًا أو بيتًا طوال ثلاثة أيام، نفد ما
معه من ماء وزاد، ونال منه العطش والجوع، مشى يترنّح من التعب، شاهده أحد الرعاة
فأخذه إلى كهفه، أحضر الراعي الذكي قربة مصنوعة من جلد الماعز، وسقاه منها اللبن
على جرعات صغيرة تكفي لترطيب حلقه، وعندما استعاد شانج قواه عبَّ اللبن عبًا،
وأفرغ ملء قربة في جوفه.
قال
شانج للراعي وهو يودعه: لقد أسديت لي معروفًا كبيرًا، لو كان لديّ مال لكنت،....
قاطعه
الراعي: لا تقل شيئًا...أنا لم تخطر ببالي أي مكافأة.
قال
شانج: إذن عندما أصير الملك فسوف...
ضحك
الراعي: ها...ها...ها... عندما تصير الملك؟ يالك من شاب واسع الخيال! لكني لن
أمانع حينئذٍ في أن أكون جنرالاً في جيشك.
قال
الأمير: سأفعل... سأفعل... ما اسمك الغالي؟
أجابه:
اسمي المتواضع مانج... مانج الراعي.
وأعطاه
بعض الخبز والجبن وأخبره أن أقرب مدينة تبعد مسافة 30 (لي)، وتمنّى له السلامة.
مشى
شانج مسافة طويلة، فجأة سمع ضجيجًا يأتي من خلفه، التفت وشاهد جماعة من الجنود
قادمين فوق خيولهم، توقف وقال في فرحة: هؤلاء جنود أبي، سآمرهم أن يأخذوني معهم
إلى المدينة التالية. لكن الجنود قابلوه بوجوه عابسة، وسأله قائدهم في غلظة: مَن
تكون؟ ردّ عليه في جسارة وثقة: أنا الأمير شانج ابن ملككم النبيل ين شي وولي عهد
المملكة.
انحنى
القائد باحترام زائف، وأمر الجنود بقطع رأسه.
صاح
الأمير: كيف تجرؤون على الحديث مع ملككم القادم هكذا؟
ضحك
الجنود ساخرين، وشهروا سيوفهم، وفي لمح البصر، مرق سهم يطنُّ في الهواء، تلاه سهم
ثان، فثالث، فرابع، وسقط أربعة جنود على الأرض، كل سهم برجل، وفي الحال لاذ
الباقون بالفرار فوق خيولهم، وبرز شاب قوي من وراء شجرة صنوبر، يحمل قوسًا وجعبة
سهام. قال لشانج: أنت الآن فوق أرض معادية، حدود مملكتنا على بعد 3 (لي) من هنا.
قال
شانج: أشكرك من كل قلبي أيها الرامي البارع، سأمنحك مكافأة عظيمة عندما...
أكمل
الشاب باسمًا: عندما تصبح ملكًا، لقد سمعت حديثك للجنود وعجبت لجرأتك، اجعل مني
جنرالاً عندما تصير الملك.
وعده
الأمير بذلك، وسأله عن اسمه فأجابه: أدعى لانج، لانج رامي السهام، والآن عدْ
سريعًا، سيعود الجنود وسهامي قليلة.
عاد
الأمير شانج من رحلته الطويلة ليجد أباه الملك مريضًا، وسرعان ما فارق الحياة.
أحرق
أبناء الشعب بخور خشب (اللاكا) ترحيبًا بجلوس الملك الجديد على العرش، هتفوا
(مرحبًا) ومع النفس التالي تقريبًا ارتفعت صيحاتهم: (الأعداء!).
كان
العدو يسير نحو العاصمة كو هسيوه، ولم يكن الملك شانج قد حشد جيوشه أو استعد
لملاقاة الغزاة.
تذكر
وعوده للرجال الأربعة، فأرسل في استدعائهم ليضيف أربعة قادة جدد للجيش: تانج، وانج،
مانج، لانج.
أسرعوا
إلى العاصمة متحمسين، وبمجرد أن وصلوها كان في انتظارهم جيش ضخم للعدو يعسكر على
الضفة الأخرى للنهر الذي يحدُّ العاصمة ويحمل اسمها، ولحسن الحظ كان النهر في وقت
الفيضان، فعطّل الأعداء عن غزو المدينة.
الملك
وجنرالاته الأربعة ساروا على طول النهر، يتفقدون جيشهم، ويراقبون جيش عدوهم.
قال
شانج: إن لديهم عشرين رجلاً في مقابل رجل واحد من جيشنا، ماذا نفعل؟ كان عند وانج
خطة، الخياط السابق قال للملك: أريد جميع الخياطين وكل القماش الموجود في المخازن
الملكية، وافقه شانج على طلبه.
وفي
أثناء الليل جمع وانج خياطي المدينة قرب النهر، وجعلوا يجدّون في العمل بإبرهم
وخيوطهم في خفية عن عيون الأعداء. ارتفعت أصوات مئات المقصّات في وقت واحد، وتساءل
الأعداء في قلق: ماذا يعدُّ لنا الملك شانج؟!
بعد
أيام قليلة حرّك شانج كل جيشه (ألف جندي فقط)، ألف رجل ساروا في استعراض على طول
الشاطئ. كانت ملابسهم قديمة بالية، وعبارة (نحن شجعان) تزين ستراتهم المهلهلة.
كانوا
في حال بائسة جعلت الأعداء يستهزئون بهم.
لكن
عجبًا! ما كاد الألف الأول يختفي حتى ظهر ألف رجل آخر يمشون في نشاط، ويلبسون زيًا
أنيقًا من نسيج ذهبي اللون، وعبارة (شجعان جدًا) مطرزة على صدورهم.
دهش
الأعداء لرؤيتهم، وخفّت حدة سخريتهم قليلاً، اتبع الألف الثاني ألف جندي في أردية
حمراء جميلة، وعلى صدورهم (شجعان إلى أبعد الحدود).
تبعهم
ألف آخرون في ملابس خضراء زمردية، يسيرون في خطوات منتظمة، تحمل صدورهم كلمات
(الأشجع بكثير)، أصابوا أعداءهم بالوجوم، تلاهم ألف رجل في ملابس قرنفلية اللون،
وبنفس العدد باللون الأزرق، فالأبيض، فالبرتقالي، فالبنفسجي، راح الأعداء يتهامسون
وقلوبهم يملؤها الرعب:
لدى
الملك شانج مليون جندي، كيف نحارب هذا العدد الهائل من الجنود؟!
طوى
الأعداء خيامهم وشرعوا في الرحيل، واستمر الجنرال وانج ورجاله يخيطون الزيَّ
العسكريَّ حتى اختفاء آخر جندي للعدو. كان وانج وزملاؤه الخياطون في غاية التعب،
ولكن الجنود الألف كانوا أشدَّ منهم تعبًا، فعلى مدار اليوم ظلوا يمشون، ويغيرون
ملابسهم، ثم يسيرون مرة ثانية، وهكذا بدلوا ثيابهم العسكرية من الأحمر للأخضر،
للأسود، لكل لون في قوس قزح، حتى كادوا يصابون بعمى الألوان ويسقطون من التعب.
لم
تستمر فرحة الملك شانج وشعب مملكته طويلاً فقد كشف الأعداء حيلة وانج، وعاودوا حصار
المدينة. صار جيش شانج أكبر قليلاً من ذي قبل، ولم يكن هناك متسع من الوقت لزيادة
عدد الجيش الملكي، وكان الأعداء على الجانب الآخر لنهر كو هسيوه يترقبون انخفاض
منسوب الماء، ليغيروا على العاصمة. جمع الملك جنرالاته وقال لهم: العدو أمامكم
وارتفاع الماء يقل مع كل دقيقة تمر.. من منكم لديه خطة؟
تقدم
الجنرال تانج وأدى الانحناءات القانونية الثلاث أمام الملك وقال: مولاي.. بعد
إذنك.. عندي خطة ربما تفيد.
قال
له الملك: اطلب ما شئت من مال أو حرير أو أقنعة ما عدا الجنود.
قال
تانج: خطتي لن تكلف خزينة الدولة شيئًا.
وبدأ
في تنفيذ خطته، ومضى في الليل، واعتلى صخرة عالية تنحدر على شاطئ النهر. لم يكن
معه سوى كمانه. لم يعد تانج الجنرال، بل تانج عازف الكمان المرهف. كان يهتز طربًا.
القوس يمس الأوتار في حنو. وبحزن سحري جميل حمل النسيم اللحن. تحول النهر بصفحته
العريضة وعمقه إلى صندوق رنَّان يضخِّم النغمات ويرددها. جنود الأعداء الساهرون
على الجانب الآخر أصغوا إلى الموسيقى مسحورين. النائمون راحوا يتقلبون في أغطيتهم
ويتنبهون.
لا
يوجد على الأرض موضع أعز وأجمل من الوطن، والكمان يغني للوطن. ازدادت الأنغام
شجنًا أكثر فأكثر. بكى العازف، وفاضت عشرة آلاف عين بالدموع. بكى الجنود من غير أن
يشعروا بالخجل من أنفسهم.
تساءلوا:
لماذا غادرنا أولادنا وزوجاتنا وبيوتنا الدافئة لكي نموت في أرض غريبة؟ انطفأ
حماسهم، ووهنت عزائمهم، وخارت قواهم. طغى الحنين إلى الوطن، والاشتياق إلى الأهل
والأحبة الذين يضمهم على أي مشاعر أخرى. وفي الصباح كان معسكر الأعداء خاليًا.
تسلل الجنود فرادى في الظلام لا يفكرون بغير العودة للوطن.
جمع
الملك شانج جنرالاته، وأثنى على تانج، وناقشهم في الاستعداد للمستقبل، لاشك أن
الغزاة سيرجعون بعد أن ينظموا صفوفهم.
قال
الجنرال مانج راعي الغنم السابق: عندي خطة سأعتمد فيها على خراف الجبال.
وقال
الجنرال لانج رامي السهام: ليس لدينا عدد كافٍ من الرماة.. تلك مشكلتنا.. أريد أن
أُدخل القوس والسهم كل بيت في كو هسيوه وأجعل الرماية جزءًا من حياة الناس
اليومية.. هذه خطتي.
قال
الملك: لننفذ الخطتين معًا.
وكما
توقَّع الملك، زحف الأعداء بأعداد أكبر من سابقاتها، وحاصروا المدينة. اتجهت
العيون إلى الجنرال مانج برجاء وبارتياب أيضًا.
هل
يستطيع راعٍ من سكان الجبال إنقاذ كو هسيوه؟ في تلك الليلة جاء الجواب.. ساق مانج
قطعانًا كبيرة من الخراف الجبلية الضامرة باتجاه معسكر الأعداء. وفي الوقت المناسب
أحدث مانج ضجة مفاجئة أفزعت الخراف.
اندفعت
الخراف المروَّعة إلى معسكر الأعداء فعمَّت فيه الفوضى، وانطلق الجنود الجائعون
يطاردون الخراف. ذهبت الخراف بعيدًا، وبعيدًا ذهب الجنود. خلا المعسكر تقريبًا.
عندئذٍ انقض مانج مع عشرين من رجاله البواسل على الخيام وفي أيديهم المشاعل. ومن
خيمة إلى خيمة تعالت ألسنة اللهب وارتفع الدخان. كانت الريح معهم وتناثر الشرر في
كل مكان.
الجنرال
لانج كان قد بدأ خطته منذ فترة، وواصل تنفيذها بهمة وإصرار حتى نجح. جعل كل شيء في
المدينة لا يتم إلا بإجادة الرماية. القضاة في المحاكم لا ينظرون في قضية إلا إذا
كان صاحبها يجيد استخدام القوس والسهم.
إجادة
الرماية شرط للالتحاق بالوظائف، ولإعفاء المزارعين وأصحاب المهن من الضرائب.
صارت
المدينة ساحة كبيرة للتدريب على الرمي تحت إشراف لانج. أصبح القوس والسهم في أيدي
الشباب والرجال، حتى الصبية والفتيات والسيدات، شيئًا مألوفًا، برع كثيرون في
إصابة الأهداف. شاهد الجواسيس ما يحدث وبعثوا رسائلهم في الخفاء إلى الأعداء
يخبرونهم أن كل بيت في كو - هسيوه قلعة حصينة، فامتلأوا بالرهبة وفقدوا الأمل.
وفي
ليلة لا تنسى، ومشهد رهيب، انسحب الغزاة تشيعهم آلاف السهام المشتعلة، التي انطلقت
في اللحظة نفسها تضيء السماء. من أهل كو هسيوه المنتشرين فوق الجبال.
ذهب
الأعداء بلا رجعة، وانتصرت المدينة دون أن تفقد رجلاً واحدًا، وأمن الملك شانج على
عرشه وشعبه بفضل: تانج، ووانج، ومانج، ولانج.. الجنرالات الأربعة.
آرثر كريسمان / ترجمة: حسن صبري
إقرأ أيضاً:
قصة وحكمة: بسمارك يخدع بلوم المفاوض النمساوي
قصة مُخَيّبة: الخروج من المأزق
قصة للأطفال: علاء وجده والعملية الحسابية
قصة وحكمة: إن كنت الأضعف فلا تحارب
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق