كان (عيدي أمين دادا)
–الذي ولد حوالي سنة 1925 وتوفي سنة 2003– ضابطاً في الجيش الأوغاندي الذي استولى
على سُدّة الحكم في سنة 1971 بعد تدبيره لانقلاب عسكري، وحكم أوغندا مدى الحياة
إلى غاية سنة 1979.
اشتهر حكمه بالقمع،
والجرائم الإثنية في حق الأقليات، وانتهاك حقوق الإنسان، وسوء التسيير الاقتصادي،
والفساد، والمحاباة، والمنفعة الشخصية. غير أن ما مَيَّزه عن بقية الحكام الفاسدين
الآخرين كانت غرابته المتناهية.
كان (أمين دادا) قائداً للجيش الأوغاندي
عندما سمع بشأن التدبير لأمر اعتقاله بسبب الاختلاس، لذا قام بالإطاحة بالحكومة
آنذاك وأعلن عن نفسه رئيساً. كانت سلوكاته غريبة منذ البداية، ثم صارت أكثر غرابة
شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن وأصبحت سلوكاته غير متوقعة بتاتاً.
بدأ فترة حكمه موالياً للتيار المحافظ،
وفي البادئ تلقى دعماً من الغرب ومن إسرائيل، غير أنه انتهى به المطاف أن أصبح من
أشد الموالين للقذافي في ليبيا وحركة التحرير الفلسطينية. أمر بالترحيل القسري
للمواطنين الأوغنديين من أصول آسيوية وكذا الأجانب الآسيويين المقيمين فيها،
واستولى على أعمالهم وتجارتهم وشركاتهم إلى جانب شركات ومؤسسات الأوروبيين، هذه
الشركات والأعمال التي مثلت العمود الفقري في اقتصاد البلد، ثم قام بتسليمها
لأفراد من عائلته وأقاربه وكل من وقف في صفه، هؤلاء الذين تسببوا في إفلاسها في
نهاية المطاف.
بعد قطع المملكة المتحدة العلاقات
الدبلوماسية مع أوغندا، أعلن (أمين دادا) عن كونه هزم بريطانيا ومنح نفسه وسام "غازي
الإمبراطورية البريطانية"، كما منح نفسه وسام "صليب النصر"، وهو
نسخة عن الميدالية التي تمنحها الإمبراطورية البريطانية.
من بين الألقاب التي منحها لنفسه كان "سعادته"،
"الرئيس الأبدي"، "سيد كل الوحوش في الأرض والأسماك في البحار
وغازي الإمبراطورية البريطانية في إفريقيا بصفة عامة وأوغندا بصفة خاصة"، كما
أعلن حتى عن نفسه "ملكا لأسكتلندا".
لم تكن حياته الخاصة أقل غرابة عن حياته
السياسية، حيث كان يحب تعدد الزيجات، وتزوج ما لا يقل عن ستة زوجات، قام على الأقل
بقتل والتنكيل بواحدة منهن. في سنة 1975، حظيت إحدى الراقصات باهتمامه فقام بقطع رأس
صديقها الحميم وتزوجها في حفل زفاف فاخر كلف حوالي 10 ملايين دولار، وكان ذلك في
زمن كانت أوغندا تعاني فيه من الجوع وسوء التغذية وانتشار الآفات والأمراض.
تتراوح تقديرات عدد ضحاياه من 100 ألف إلى
نصف مليون ضحية، حاول في إحدى المرات الاستيلاء على إحدى مقاطعات تانزانيا
المجاورة مما تسبب في اندلاع حرب سرعان ما خسرها، وأجبر بعد ذلك على الفرار في سنة
1979 أولاً إلى ليبيا ثم إلى المملكة العربية السعودية التي منحته العائلة المالكة
فيها اللجوء السياسي، ورفضت تلبية المطالب بتسليمه للعدالة الدولية، وظلت تغدق
عليه بكرم حتى وفاته سنة 2003.
إقرأ أيضاً
للمزيد
حدوثة قبل النوم قصص للأطفال
كيف تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص قصيرة معبرة
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال
والطلاب
قصص قصيرة مؤثرة
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية الأبناء والطلاب
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير
الذات
أيضاً
وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق