الشعر
على خط المواجهة
هو
مُرّة بن عبد الله بن هليل، أحد بني هلال. كان شاعراً مُقلاً، أوقف شعره على
محبوبته، وجعله درعاً تصدّ عنها مَنْ سواه، فكان أوّل محبٍّ في التاريخ يستخدم
الشعر سلاح ردع.
عشق
ابنة عمه ليلى، وعشقته، وكان من الممكن أن ينالها، لولا أن أدركته خطيئة الشعر،
ووصف حسنها وجمالها، فمنعها عنه أهلُها.
جُنّ الشاعر، إذ حِيل
بينه وبين محبوبته، وقرّر أن يلقّن الجميع درساً، فراح يهجو كل رجل يفكر في
الارتباط بفتاته، ويقول فيه شعراً مقذعاً تسير به الرواة، حتى تحاشى الجميع
الاقتراب منها.
وجدّد
الشاعر طلب فتاته، بعد فترة، أملاً في أن يكون عمّه قد اقتنع بأن أحداً لن يأخذها
غيره، لكنه رُفض ثانية، وثالثة. وزاد بلاؤه أن تجاسر رجل اسمه المنجاب بن عبد الله
بن الهيثم، وطلب يد فتاته، غير عابئ بما سيقوله فيه من شعر، فوافق أهلها فوراً،
وزفّوها إليه رغماً عنها.
وحمل
المنجاب ليلى ورحل بها، كأنما يهرب من وجه مُرّة، لكن ليلى لم تتحمل الفراق،
فمرضت، وماتت كمداً.
جاء
رجلان يحملان الخبر لمرّة، فلم يكد يصدقهما، حتى أقسما له، فأغمي عليه، وعندما
أفاق، راح يتحسّر عليها، ويبكي، ويدعو على مَن أبلغه الخبر بالموت.
لم
يتحمّل مُرة البقاء بعيداً عن فتاته طويلاً، ولو كانت ميتة، فرحل إلى قبرها، وجعل
يبكي، ويتحسّر على أيامه معها، ويقول:
أيا
قبر ليلى لا يبست ولا تزل بــلادك تســـــقـــيـهـــا
من الـواكـــف الديم
ويا
قبر ليلى غيبت عنك أمها وخـــــالـتهــــــا
والناصـــحــون ذوو الذمــــم
ويا
قـبر ليـلى كم جـمـال تكـنّــه وكم حزت
منها من عفاف ومن كرم
أقام
جوار القبر، لكنه لم يصمد طويلاً، إذ عاف الطعام، ورفض الصحبة الآدمية، وغرق في
ذكرياته وأيّامه مع فتاته، حتى أكله الندم، ومضغته الحسرة، إلى أن فارق الحياة.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
حدوثة
قبل النوم قصص للأطفال
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
قصص
قصيرة مؤثرة
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول
التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضًا وأيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق