في إحدى الليالي الحالكة
الظلام حين
كان تهريب البضائع شائعًا على سواحل بريطانيا، كانت سفينة مشحونة تبغًا مهربًا
تسير سيرًا بطيئًا نحو شواطئ انجلترا، وكان القبطان على ظهرها يتمشى قلقًا ممعنًا
نظره نحو الأفق الشرقي وقد لاحت تباشير الصبح.
وما لاح لعينيه منذ نصف
ساعة قد أتضح الآن وظهر أنه أحد مراكب الحكومة المتجولة للتفتيش عن السفن المشحونة
بضائع مهربة، وحينئذ ساد الخوف جميع من في السفينة ونشر في نفوسهم الرعب، وقد
أدركوا أن مركب الحكومة يفوقهم في سرعة المسير، وأنه لابد من وقوعهم
في قبضته، وسيكون مصيرهم الموت في مثل حالتهم هذه.
وحينئذ أمر القبطان أن يسرع جميع العاملين بالنزول إلى عنبر السفينة، ويطرحون
التبغ بالة بالة إلى البحر.
وهكذا فعلوا حتى لم تبق
بالة واحدة منه، وإذ ذاك نادى القبطان أحد رفاقه قائلاً: "إصعد إلى ظهر
السفينة، واخبرني ماذا ترى من جهة مركب الحكومة".
فصعد... لكنه عاد مسرعًا
ووقف أمام سيده خائفًا مذعورًا لا يستطيع الكلام، فألح عليه القبطان بالكلام فقال:
"لا تغرق!".
فصعد القبطان إلى فوق
ونظر فرأى بالات التبغ عائمة الواحدة بجانب الأخرى في خط واحد مسافة ساعة من سير
السفينة.
إن جريمتهم التي حاولوا
إخفاءها، طافت على وجه الماء، تشهد عليهم بالدليل القاطع!
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق