السِّجنُ أكثرُ سعادةً
يُحكى أنَّ أَسداً كان يعيشُ في إحدى حدائق الحيوان، وكان سعيداً للغاية، ففي كل صباح يزوره ابن حارسه أثناء ذهابه إلى المدرسة ويلقي عليه تحية الصباح، وبعد الظهر يلقي ناظر المدرسة عليه التحية.
وفي
الصيف كانت الحديقة تزدحم بالزوار الذين يلقون عليه التحية ويطعمونه ببعض اللحم، وكان
الأسد سعيداً بوجودهم لأنهم كانوا يعزفون الموسيقى التي يحبها جداً ويقول لنفسه: أنا
أسدٌ سعيد فلي أصدقاء كثيرون وكلهم يحبونني.
وفي
أحد الأيام وَجَدَ بابَ قفصه مفتوحاً، فقد نسيه الحارس، فقال الأسد لنفسه: إنها فرصةٌ
لكي أذهبَ إلى المدينة وأقابل أصدقائي وأرد لهم الزيارة، وغادر الأسد القفص وسار في
طريق المدينة وأثناء سيره التقى مع بعض العصافير الصغيرة فقال لها: صباح الخير أيتها
العصافير فردت عليه التحية وقالت: صباح الخير أيها الأسد السعيد.
واستمر
الأسد في السير حتى وصل إلى الشارع الرئيسي فالتقى بناظر المدرسة فقال له: صباح الخير
يا صديقي ففزع الناظر ورد عليه بخوف: صباح الخير، فتعجب الأسد وقال لنفسه: لماذا يرد
عليه هكذا؟ واستمر في السير فوجد ثلاث سيدات يعرفهن كن يزرنه في الحديقة فقال لهن:
صباح الخير، فنظرت إليه السيدات وصرخن وجَرَيْنَ من أمامه بسرعة، فتعجب الأسد وقال:
لماذا هذا التصرف مع أنهن يكن ظريفات جداً معي في الحديقة؟
وأثناء
سيره قابل زوجة حارسه فجرى إليها وقال لها: صباح الخير يا سيدتي، وما إن رأته زوجة
الحارس حتى أصابها الفزع وألقت ما تحمله في وجهه وأخذت تجري مسرعة، فدُهِشَ الأسد وعلق
قائلاً: ماذا أصاب أهل المدينة؟ لماذا يخافون مني بالرغم من أنهم كلهم أصدقائي؟
وعندما
لاحظ الأسد أن الشارع أصبح خالياً من الناس، تَعَجَّبَ من ذلك، ولكنه استمرَّ في سَيْرِهِ
عَلَّهُ يقابل صديقاً لا يخاف منه ولا يجري منه عندما يراه، لكنه لاحظ أن كل أصدقائه
يقفون في الشرفات ويشيرون عليه، وبدأ الأسدُ يسمعُ أصواتاً غريبة، وفجأةً وجدَ نفسه
مُحاصراً في وسط الشارع بعربات الإطفاء، والعديد من رجال الإطفاء ينظرون إليه بحذر،
فجلس في وسط الطريق يراقب ما يحدث، وعندما انتهى حصار رجال الإطفاء بدأوا في الاقتراب
منه ببطء، ولكنه فجأة سَمِعَ صوتاً يقول له: صباح الخير أيها الأسد السعيد فنظر بسرعة
تجاه الصوت، فوجدَ ابن حارسه يبتسم إليه، ففرح الأسد وقام واتجه إلى صديقه الذي داعبه
وقال له: هيا بنا نعود إلى الحديقة.
وسارَ
ابن الحارس مع الأسد عائدين إلى الحديقة تاركين رجال الإطفاء خلفهما، وابتسم الأسد
عندما بدأ أصدقاؤه في شرفات المنازل يلقون عليه تحية الصباح، وعندما عاد الأسد إلى
قفصه قال لنفسه: لو رأيتُ باب قفصي مفتوحاً مرة أخرى فلن أخرج ، فأنا أكون أكثر سعادة
عندما أكون بالحديقة ويحضر إليَّ كل أصدقائي يلقون عليَّ التحية خاصة ناظر المدرسة
وزوجة حارسي وأعز أصدقائي ابن حارسي الذي يحرص على زيارتي يومياً.
تأليف
الكاتبة الفرنسية: لوسي فاتيو/ بواسطة فايزة رشاد أحمد
قصة مشاهير: وليم شكسبير يسرق الغزال
قصة للأطفال: جدو عبدو والكومبيوتر
قصة للأطفال: ليس كل ما نتمناه يسعدنا!
قصة للأطفال: ذكريات الراعي "أبو منذر"
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق