قصة وحكاية: • قصة للأطفال: رحلة برية مع جدي

الأربعاء، 31 يناير 2024

• قصة للأطفال: رحلة برية مع جدي

الطبيعة

اقترحَ جدي علينا رحلةً إلى البر، فكان أن حملنا عدّتنا من الطعام والشراب وبعض الملابس الثقيلة، سماء البر انتشرت على صفحتها الغيوم المتشابكة والمتباعدة، إلا أنها كانت تبدو لنا نظيفة وجميلة لا تلوثها أدخنة المصانع وعوادم السيارات.

وكان الأفق يتضح لنا جليّا بأشعة الشمس التي تغامر بالتسلل كل حين بين ندف الغيوم فلا يصطدم ضوؤها بالبنايات الشاهقة المتنافرة في أحجامها وألوانها، صوت الريح هو الصدى الوحيد الذي يلفّ المكان، يحرك حبات الرمل أو يعانق الأعشاب القصيرة، على مرمى النظر أمامنا امتد سهلٌ أخضر يمتلئ بالزهور البرية البيضاء والصفراء رغم الرمال التي تحيط به من كل جانب والتي امتدت إلى أطرافه، بدا من بعيد لنا كبحيرة خضراء تتراقص على صفحتها طيور الماء بألوانها الجذابة.

أوقف جدي سيارته بعيداً عن السهل وقال انطلقـوا إليه يا أولاد!

احتجَّ أخي أن المسافة بعيدة والسيارة أسرع من السير على الأقدام، عَلَّقَ جدي: يا عجوز سنرى من يسبق أنت أم جدك الشباب؟!

رفع جدي دشداشته إلى فمه، فضحكنا وانطلق يسابقنا، من بعيد لاحت لنا قطعان من الأغنام والماعز يتبعها راعيها الأسمر بملابسه الشتوية الثقيلة، كنا قد سبقنا الراعي إلى السهل، وكان يُوَجّه أغنامه إليه، ارتفع صوت جدي يداعب الأغنام ويجذبها إلى المرعى: أرأر... يحي يحي... رحنا نُرَدِّدُ معه يحي يحي وسط تَرَدُّدِ ضحكاتنا، عندما اقتربت الأغنام امتلأ الجو برائحتها وأصواتها، حاول جدي أن يُحَدِّثَ الراعي لكنه لم يكن ينطق شيئاً كثيراً من العربية، وسَأَلَنا جدي هل يمكن لهذه الأغنام أن تفهم لغة راعيها؟! ضحكنا ولم نجبه وانشغلنا بمداعبة صغارها، حالما رتعت الأغنام وهدأت خالط الأرض شيءٌ من روثها، صرخت أختي فجأة حين رأت حشرة سوداء تقترب من حذائها، ضحك جدي وقال هذا أبو الجعل (حشرة من فصيلة الخنافس) جاء ينظف الأرض هل تعرفون حكايته؟ سألنا بصوت واحد: وما حكايته يا جدي؟

أجاب وهو يتبع الحشرة بنظره وهي تدحرج الروث بعيداً: فيما مضى أحب أبو الجعل الشمس حباً جَمّاً وطلب الزواج منها ولأنها لم ترغب بذلك وأرادت أبعاده اشترطت عليه أن ينظف الأرض أولاً من فضلات بني آدم وروث الحيوانات ليتسنى لها النزول إلى الأرض والزواج منه، وهاهو منذ ذلك الوقت البعيد لا ينتهي من عمله وحلمه! التفتنا إلى الشمس فغمزنا أعيننا لضوئها الساطع ضحك جدي وقال: حذار أن يرى تواطؤكم أبو جعل!

لطيفة بطي

اقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: مغامرة الدبين الصغيرين

قصة وعبرة: السّكّير والقسيس

قصة للأطفال: كيف نجحتُ؟... القائد دورو

قصة مَثَل: القشّة التي قصمت ظهر البعير

قصة للأطفال: الطفل وليم شكسبير والغزال

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2