الاثنين، 25 ديسمبر 2023

• قصة للأطفال: البقرة الفصيحة


أهمية اللغات

في الغابات البعيدة، وطوال فصل الصيف حيث تمتلئ المراعي بالحشائش والأشجار الخضراء، كانت البقرة السمراء ترتعي بالحقول في سكينة وهدوء.

إلى أن حَلَّ فصل الخريف، وتساقطت أوراقُ الأشجار واشتدَّ هطول الأمطار وأعقبه فصل الشتاء، وكسا الجليدُ العشبَ والحشائش، وبدأت البقرة تُعاني من الجوع فقرَّرَت حينها أن تنزل إلى الوادي بحثاً عن الطعام.

وكانت كلما صادفت شخصاً في طريقها كانت تَتَسَوَّلُ قائلةً (موه.. موه أنا جائعة أعطِ بقرةً مسكينةً قليلاً من الطعام تَسدُّ به جوعها).

إلا أن الجميع كانوا يتجاهلونها ولا يلتفتوا إليها ذلك لأنهم لم يفهموا سؤالها.

فقالت البقرةُ في أَسىً (حسناً.. ليس لديَّ خيارٌ آخر، يجب أن أَتَعَلَّمَ لغةَ الآخرين كي أحصلَ على ما أريد).

واستمرت البقرةُ في طريقها إلى أن قابلت عائلةً من القطط، وكانت القططُ تَموءُ وتهرُّ وتَتَبادلُ الأحاديث القططية في محبة وتآلف، فاقتربت البقرة منهم وأنصتت بأذنيها في شغفٍ وتركيزٍ إلى أن نجحت في إتقان لغتهم، وفي الحال قامت بعرض طلبها، إلا أنهم لم يُلَبّوا لها طلبها قائلين في بُخلٍ إنهم لا يتناولون العشب مثلها، وأن طعامهم يقتصر على اللبن والسمك وأنواع أخرى لا تناسبها.

فانصرفت البقرةُ في استياءٍ وهي تواصلُ البحثَ عن الطعام إلى أن صادفت كلباً في طريقها، وبلا تفكيرٍ أسرعت قائلةً (مياو.. مياو.. أعطني شيئاً آكله فأنا أكاد أموت من الجوع).

إِلّا أنَّ الكلبَ أَساءَ فَهمها وتَذَمَّرَ وكَشَّرَ عن أنيابه، وبدأَ في مُطاردةِ البقرة المسكينة وهي تجهلُ أَنَّ لُغَةَ الكلابِ هي النُّباح، كما أنها لا تَعلَمُ العداءَ الخفيَّ بين القطّ والكلب.

ونجحت البقرةُ في الهروب من الكلبِ الشَّرِس، ولجأت إلى مخزنٍ قديمٍ للحصاد حيث تسكنه مستعمرة من الفئران كانت تلعب وتتبادل الأحاديث فيما بينهم، ودون أن تنتبه اقتربت منهم البقرة في وداعة قائلة (مياو.. مياو.. أعطني شيئا آكله فأنا جائعة)، وما إن انتهت من جملتها حتى اكتشفت اختفاء الفئران من حولها في لحظة.. وهي لا تعلم أن الفأر هو الغذاء المفضل للقطط.

ولم تيأس البقرة واستمرت في محاولة استمالة الماعز والخراف بعد أن أتقنت لغتهم إلا أنها كادت أن تعرض حياتها للخطر عندما لفتت انتباه قطيع من الثعالب.

وهكذا قررت البقرة أن تتقن لغة الإنسان لعله ينجح في تلبية مطلبها بحكمته التي يتميز بها عن سائر المخلوقات، واقتربت البقرة من سيدة عجوز كانت ترتدي قبعة جميلة من القش وتتحدث مع جيرانها عن ضرورة مساعدة الفقراء والمساكين فأصغت إلى حديثهم ونجحت في اتقان اللغة والتحدث بها مثلي ومثلك، وعندها دنت البقرة منهم قائلة (من فضلك هل تتعطفي على بقرة مسكينة وتعطيها قليلاً من العشب لتأكله فأنا أكاد أموت جوعاً).

وعندئذ صرخت السيدة من هول المفاجأة (يا إلهي بقرة تتحدث بلساننا).

وقبل أن تجيب البقرة على دهشتها، قامت في لحظة بابتلاع القبعة القش بورودها.

وكان الربيع على وشك الاقتراب، فأسرعت البقرة بالعودة إلى مزرعتها لتنعم بالراحة بعد معاناتها ومغامرتها في البحث عن الطعام، وكانت في الطريق تتحدث إلى نفسها قائلة (الآن أيقنت أهمية معرفة لغات الآخرين مما يسهل التفاهم معهم ومعرفة أفكارهم وآرائهم بسهولة ويسر).

ترجمتها عن الفرنسية: منال حلمي

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: ضيوف لا تعرف النظام

قصة مَثَل: عدوٌّ عاقل خير من صديق جاهل

نوادر العرب: الخليفة والقاضي

قصة للأطفال: أيدي آمنة

قصة للأطفال: الصداقة الثمينة

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها 

المصدر: 1





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق