حِصّة الرَّسم
طَلَبَتْ
مدرسةُ الرَّسم من الطالبات رَسْمَ مجموعة من الدجاج، فالحصة الأسبوع القادم، سَتُخَصَّصُ
لإعطاء الدرجات.
تَساءَلَت الطالبات مع بعضهن: (من أين نحصل على الدجاج وبيوتنا العصرية الحديثة، لم تَعُد صالحةً لتربيته)!!
أَخبَرَتهنَّ
الطالبة (شهد) أنه من السَّهل شراؤها من محل (الفرارجي) الذي يبيع الطيور والدجاج.
عندما
عادت (شهد) إلى المنزل، طلبت من والدها أن يشتري لها بعضَ الدجاج، بعد أن أخبرته
السبب.
اشترى
الأبُ مجموعةً من الدجاج، وَوَضَعها داخل القفص لكي لا تُضايقه في حملها.
فَرِحَت
(شهد) بالدجاج وهي تَتَفَرَّجُ عليه وهو يَتَقافَزُ ويصيحُ داخل القفص، ولكنها
عندما بدأت في رسمه، وجدت حركته السريعة لا تُمَكِّنها من الرسم بشكل جيد، ففكرت
في فتح الباب له... خصوصاً أنها لا تحب رؤية الطيور حَبِيسَةً!
فَتَحَت
باب القفص... خرج الدجاج.... وقفت دجاجة ساكنة في مكانها شاردة. رَسَمَتها (شهد)
في ركنٍ من كُرّاسة الرسم. فجأةً ارتفعَ صوتُ الدجاجة الشاردة وهي تصيح بأعلى
صوتها، وكأنها تدعو الجميع للمرح!!
انتشر
الدجاج في الحجرة، على الكراسي، وعلى الرف أمام مرآتها، وكأن بعض الدجاجات قَرَّرَت
أن تَتَفَرَّجَ على نفسها، ثم قفزت الدجاجة الشاردة على المكتب، واقتربت من كراسة
الرسم، وشاهدت نفسها مرسومة، فأصابها الفزع، وأخذت تصرخ وكأنها تدعو زملاءها
لمشاهدة ما رأته!!
تَوَقَّفَت
(شهد) عن الرسم، لأن بعض الدجاجات قفزت على كتفيها، وأخذت تنظر في دهشة للدجاجة
المرسومة.
همست
(شهد) لنفسها:
-
واضح أنها دجاجات فوضوية، لا تحب النظام!!
وللخروج
من هذه الورطة، فكرت في وضع القفص خارج حجرتها في الصالة، فربما هدأت الدجاجات
لتتمكن من رسمها، وبعد ذلك تُدخلها القفص قبل أن ترى والدتها هذه الفوضى!!
في
الصالة الواسعة الكبيرة، وجدت الدجاجات فرصتها أكبر للمرح، فانتشرت على الأرائك
والكراسي والتلفزيون وعلى مائدة الطعام، وارتفعت أصواتها المذعورة!! وهذا ما دفع
أم (شهد) إلى الدخول، ففوجئت بما تراه، وحاولت (شهد) الاعتذار، ولكن الأم ابتسمت
وقالت في هدوء:
-
الحمد لله، عندنا ضيوف على الغداء اليوم، وكنت سأخبر
والدك في العمل أن يشتري لنا عند عودته بعض الدجاج لطهيه لهم، فيا لحظهم السعيد!!
وفي
لحظة، تحول المشروع الفني إلى وليمة للضيوف، ومع ذلك، حصلت (شهد) على درجة عالية
من مُدِّرسة الرسم، لأنها اختزنت منظر الدجاج في الصالة في عقلها، ثم رسمته بعد
ذلك على لوحتها باسم: (ضيوف لا تعرف النظام!).
بواسطة
مجدي نجيب
إقرأ أيضاً:
قصة للأطفال: القطة حين تكون طيبة
قصة وحكمة: كيسنجر يموِّه البدائل لنيكسون
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق