إمّا أن تقضي على أعدائك أو يقضون عليك
ولدت «وو تشاو» في عام 625 ميلادية وكانت ابنة دوق، ولأنها كانت فاتنةً وجميلة تَمَّ ضَمُّها لحريم الإمبراطور «تاي تسونج». كان الحريم الإمبراطوري مكاناً خَطِراً ومليئا بمحظياتٍ تتنافسن على احتلال المكانة الأقرب لدى الإمبراطور.
استطاعت
«وو تشاو» بجمالها وشخصيتها القوية أن تفوز بهذه المعركة سريعاً، ولكنها كانت تعرف
أن الإمبراطور ككل رجال السَّطوة تتملكه الأهواء والنزوات، وأنه من السهل استبدالها،
ولذلك كانت تضع المستقبل دائماً نُصب عينيها.
استطاعت
«وو تشاو» أن تغوي «تشاو تسونج» الابن الداعر للإمبراطور في الفرصة الوحيدة التي
كان يمكنها أن تلتقي به وحدهما أي حين كان يتبول في الحمام الملكي، ولكن على الرغم
من هذا وحين مات الملك أخذت تعاني مصير كل زوجات ومحظيات الإمبراطور الراحل، وهو
مصيرٌ كان محكوماً بالأعراف والقوانين التي تقضي بأن تحلق رأسها وتنضمُّ للدير لما
تبقى من حياتها. ظلت «وو تشاو» تخطط للهرب من الدير طوال سبع سنوات، واتصلت سراً
بالإمبراطور الجديد وصادقت زوجته الإمبراطورة، واستطاعت أن تحصل على مرسومٍ ملكي
غير مسبوق يسمح لها أن تعود للقصر وأن تنضم للحريم، وظلت تَتَزَلَّفُ للإمبراطورة
على الرغم من أنها كانت تضاجع زوجها، ولم تمنعها الإمبراطورة عن ذلك لأنها كانت في
حاجة أن تأتي للإمبراطور بوريث للعرش وكان وضعها حرجاً، ورأت في «وو تشاو» الحليفة
التي سوف تُخَلِّصُها من هذا المأزق.
في
عام 645
رُزِقَتْ «وو تشاو» بولدٍ، وفي أحد الأيام أتت الإمبراطورة لزيارتها وبعد أن خرجت
قامت «وو تشاو» بِخَنْقِ طفلها الوليد، وحين اكتُشِفَت الجريمة اتجهت الشكوك نحو
الإمبراطورة التي كانت في موقع الجريمة قبل حدوثها بلحظات، وكان الجميع يعرف
طبيعتها الغيورة. كان ذلك بالضبط ما خَطَّطَتْ له «وو تشاو»، وبسرعة تمت محاكمة
الإمبراطورة بتهمة القتل وأُعدِمَتْ وتم تتويج «وو تشاو» إمبراطورة مكانها، وكان
زوجها الجديد مدمنا للملذات وتخلى لها سعيداً عن شئون الحكم.
على
الرغم من سطوتها الكبيرة لم تشعر «وو تشاو» أبداً بالأمان، فقد كان الأعداء حولها
في كل مكان، ولم تَتَخَلَّ عن حُرّاسها في أي لحظة. في عامها الواحد والأربعين
بدأت تخشى أن تَحتَلَّ ابنة أخيها الجميلة والشابة مكانتها المفضلة لدى الإمبراطور،
ولذلك قتلتها بوضع السّمِّ في طعامها. وفي عام 675
أصبح ابنها الوريث الشرعي للحكم فسممته هو أيضاً، ولَفَّقَتْ تهمة حكمٍ فيها
بالنفي على الابن غير الشرعي لزوجها عندما تم تسميته وليا للعهد، وحين مات
الإمبراطور في عام 683
استطاعت «وو تشاو» إعلان أن الابن التالي غير مؤهل للعرش وكان ذلك يعني أن أصغر
أبنائها وأقلهم جدارة قد أصبح إمبراطوراً، وسمح لها ذلك بالاستمرار في الحكم.
في
السنوات الخمس التالية حدثت محاولات انقلاب لا تحصى بالقصر، وفشلت جميعاً، وتم
إعدام جميع المتآمرين، وفي عام 688
لم يبقَ أحدٌ يُنازع «وو تشاو» على العرش وأعلنت نفسها سليلة إلهية للبوذا، وفي
عام 690
تَحَقَّقَتْ أخيراً كل أحلامها: أطلق عليها لقب "الإمبراطور" المقدس
للصين.
أصبحت
«وو تشاو» إمبراطوراً لأنه لم يَتَبَقَّ حرفياً أحدٌ في سلالة «تسانج» ليتولى
الحكم، وهكذا حَكَمَتْ دون منازع لأكثر من عقد من السلام النسبي، وفي عام 705
وكانت في الثمانين من عمرها أُجبِرَت على التنازل عن العرش.
المصدر: THE 48 LAWS OF POWER, ROBERT GREEN
إقرأ أيضاً:
قصة فكرة: ملك الفرس يتجسس على رجاله
قصة مثل: طُبّ الجرة عاتمّا بتطلع البنت لَإِمّا
قصة حرب: الألمان يقصفون الأبقار
قصة حرب: القائد الذي حفر قبره بيديه
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق