الحدأة
في حديقة المنزل، كانت فريدة تجلس في ظل شجرة ليمون؛ تقرأ كتاباً، وكانت أختها الصغيرة رفيدة تلعب مع الطيور التي تربيها الأسرة في حظيرة الحديقة... بعد قليل، تركت رفيدة الطيور، واقتربت من أختها وقالت: ماذا تقرئين يا أختي؟
ابتسمت فريدة وربتت على كتف أختها في حنان، وقالت: أقرأ كتاباً عن الحدأة.
لم تكن رفيدة تعرف ما هي الحدأة؛ فنظرت في دهشة إلى أختها وابتسمت... لاحظت فريدة دهشة أختها فضحكت ضحكة عالية وقالت: الحدأة طائر جارحٌ، وكانت منتشرةً بكثرة في قرانا وكانت تخطف الطيور الصغيرة التي كانت تربيها جداتنا على أسطح المنازل، كما أنها تصطاد فئران الحقول وكل الحيوانات والطيور الصغيرة وتأكلها.
شردت رفيدة برهة تفكر في كلام فريدة، وتركتها فريدة في شرودها؛ وبعد برهة قصيرة صاحت رفيدة: تذكرتُ جدتي وهي تحكي لي عن هذه الحدأة يا أختي، وقالت أنها جريئة جداً حتى إنها من الممكن أن تخطف اللحم من أمام الناس.
ابتسمت فريدة لأختها، وأخذت الأختان تستعيدان كلام الجدة وحكاياتها عن الحدأة... تذكرت رفيدة وأختها كلام الجدة عن اليوم الذي خطفت فيه الحدأة اللحم الذي كانت تمسكه في يدها لتصنع الكفتة قبل العيد فضحكتا بشدة... جذب الصوت العالي روكي؛ كلب الأسرة الضخم؛ الذي كان يقعي في زاوية الحديقة، فأقبل نحو الأختين... استقبلته فريدة باسمة، وربتت عليه ثم قالت: اجلس بجانبي هنا يا روكي، فربما تأتي حدأة لتخطف بعض كتاكيتنا الصغيرة الجميلة.
خافت رفيدة من كلام أختها عن احتمال خطف الحدأة واحداً من فراريج الدجاجة الحمراء التي كانت تلعب معها منذ قليل، أو إحدى البطيطات الصغيرة الجميلة، فنظرت إلى الأشجار التي تحيط الحديقة من كل جوانبها، وأخذت تدقق النظر بها... لم يكن على الأشجار سوى العصافير البديعة، وبعض اليمامات، تطير وتزقزق وتصدح هنا وهناك... اطمأنت رفيدة وقالت: الحمد لله لا توجد حدأة على أغصان الأشجار يا أختي.
ابتسمت فريدة لأختها وقالت: الحدأة لا يمكن أن تكون واقفة على هذه الأشجار الصغيرة يا رفيدة، فهي تطير عالياً في الجو ثم تنقض على الفريسة، والكتاب يقول إن أجنحتها قوية، وتستطيع أن تطير عالياً جداً، كما أن بصرها قوي، فتستطيع أن ترى الفئران، والطيور الصغيرة وهي على الأرض برغم بعد المسافة، وصوتها حاد جداً.
بعد أن أتمت فريدة قراءتها السابقة من الكتاب، نظرت إلى السماء فوجدت طائراً يفرد جناحيه على بعد كبير من الأرض... وقفت فريدة وأخذت تدقق النظر في ذلك الطائر، ثم صاحت: هذه حدأة... هذه حدأة يا رفيدة، وهي تستعد لتخطف واحدة من البطيطات أو الكتاكيت الجميلة.
وبعد ثوان؛ انقضت الحدأة متجهة نحو كتكوت كان غير بعيد من الأختين، وبسرعة قفز روكي، وهو ينبح بكل قوة نحوها... لم تستطع الحدأة أن تخطف الكتكوت ولم يستطع روكي أن يمسكها... عاودت الارتفاع في السماء، وقد فقدت بعضاً من ريشها ثم طارت مبتعدة... ظلت فريدة وأختها خائفتين برهة، ثم ذهبت رفيدة إلى الكتكوت الذي نجا من الحدأة وحملته بين يديها وأخذت تقبله وقالت لفريدة: كيف عرفت أنها هي الحدأة وليست طائراً غيرها؟
قالت فريدة: الكتاب يقول إن ذيل الحدأة يظهر بشكل مثلث عندما تطير، لأن ريش منتصف الذيل أقصر من بقية ريش الذيل.
ثم أشارت إلى صورة حدأة طائرة في الكتاب... تمعنت رفيدة في الصورة ثم قالت: نعم... لقد كانت بهذا الشكل وهي طائرة.
سكتت رفيدة قليلاً تفكر ثم عاودت النظر في السماء؛ نحو الاتجاه الذي طارت فيه الحدأة بعيداً وقالت:
أيتها الحدأة لماذا تخطفين كتاكيتنا الجميلة، ضحكت فريدة بشدة على كلام أختها، وأطبقت كتابها، ودخلت إلى المنزل هي وأختها لتتناولا الغداء، بعد أن أغلقتا باب الحظائر على الطيور، وكانتا سعيدتين للغاية.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: ما سرُّ هدوء هادي
قصة للأطفال: أريد أن أكون شاعراً
قصة للأطفال: رشا وأمها الخنساء
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق