كان الموسيقار سيد درويش قد غيّر شكل الغناء ونقله من
البناء التركي الخالص إلى إيجاد الأسلوب المصري المعبر عن طوائف الشعب، وكان جمهور
المستمعين يتحمس كثيراً لهذا التغيير الذي حدث في بنية الغناء العربي في تلك
الحقبة "أواخر العشرينيات".
كانت المنافسة على أشدها بين عبدالوهاب وأم كلثوم،
وعندما قام الشيخ زكريا أحمد العظيم بتلحين أغنية "اللي حبك يا هناه"
وانتشر في الوسط قبل أن تغنى أنها ستكون أغنية الموسم الغنائي، وسوف تكون حدثا
فنياً كبيراً. انزعج عبدالوهاب جداً وحاول أن يتعرف على اللحن الجديد بكل الطرق
قبل أن يظهر في الجو الفني العام.
دعا
عبدالوهاب ثلاثةً من أقرب أصدقاء الشيخ زكريا على مائدة عامرة في محل "سولت"،
وبعد الغداء طلب عبد الوهاب من أصدقاء الشيخ زكريا غناء اللحن الجديد، وتحت وطأة
العزومة، وكرم عبد الوهاب النادر، ومجاملةً للرجل، غنّى الثلاثةُ اللحن في صيغته
النهائية، عند ذلك رجع عبدالوهاب بظهره قائلاً: اللحن درويشي خالص. عند ذلك انفجر
أحد الأصدقاء في وجه عبد الوهاب: ما احنا كلنا دراويش يا سي محمد.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق