كان رسّام
يعيش وحيدًا في قرية صغيرة جميلة نائية، وكان هناك فتىً يتردد عليه بشكل يومي ليقدّم
له يد العون والمساعدة، فكان الفتى يساعده في تحضير الطعام وفي القيام بالأعمال
المنزلية.
وكان
الفتى كلما زار رسّام القرية وجده منتصبًا أمام اللوحة، يرسم رسومات بديعة تسرق
الأبصار من شدة سحرها واتقانها.
اعتاد
الفتى قضاء الساعات الطويلة وهو يراقب الرسّام كيف يداعب اللوحة بفرشاة الرسم... وفي
أحد الأيام وبينما كان الفتى يراقب الرسّام كالمعتاد، انهار الرسّام ووقع على الأرض من شدة التعب والألم والارهاق، هرع الفتى لنجدة
الرسّام...
فقال له
الفتى: قلت لك مرارًا يا سيدي أن تريح نفسك من العمل ولو لفترة قصيرة، فأنت لا
تأخذ القسط الوافر من الراحة، بل تنجز الكثير من اللوحات البديعة بشكل متواصل... فلماذا
تعذب نفسك بالعمل كثيرًا؟
فأجابه الرسّام
مبتسمًا وبعيون ذابلة: لا يهمّ يا بني.. أُحبّ أن أتقن عملي الذي أقوم به؛ فالجمال
يبقى والألم يزول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق