الخميس، 26 مارس 2015

• قصة ملهمة: الكيس السابع... الكرم الصامت

كان يستقل سيارته الفارهة كل يوم، وكان واجبًا علي أن أحييه لأنه سيدي، فأنا أعمل حارسًا في فيلته، وكعادته لا يرد التحية...
وفي يوم من الأيام رآني وأنا ألتقط كيسًا فيه بقايا طعام من بين النفايات، ولكنه كعادته لم يعرني أي انتباه...

وفي اليوم التالي وجدت كيسًا بنفس المكان، ولكن الطعام الذي كان فيه طازج وشهي، أخذته وفرحت به... وكنت في كل يوم أجد كيسًا مليئًا بالخضار والفواكه وحاجيات البيت كاملة.
وكنا نقول أنا وزوجتي وأولادي من هو هذا المغفل الذي ينسى كيسه كل يوم وهو مليء بكل شيء.
وفي يوم من الأيام شعرت بجلبة في الفيلا، فعلمت أن السيد قد توفي،
وقمنا جميعنا بمراسيم الدفن.
ولكن كان أتعس ما في ذلك اليوم أن المغفل لم ينس الكيس، أو ربما سبقني أحد الزوار إليه، وفي اليوم الثاني أيضًا لم أجد الكيس، وكذلك في اليوم الثالث والرابع... وهكذا مرت الأيام، ولم أعد أرى الكيس، مما زاد وضعنا المادي سوءًا.
وهنا قررت أن أكلم السيدة بزيادة راتبي، أو أنني سأضطر للبحث عن عمل آخر.
وعندما كلمتها قالت لي باستغراب: كيف كان المرتب يكفيك طوال المدة الماضية دون أن تشتكي؟ فماذا حدث؟
فأخبرتها قصة الكيس الذي كان يغطي غالبية حاجياتنا.
فقالت: ومنذ متى لم تعد تجد الكيس؟
قلت لها بعد وفاة سيدي.
وهنا خطر ببالي أن سيدي هو صاحب الكيس، ولما رأيت الدموع في عيني سيدتي سألتها بخجل عن سبب ذلك، قالت: كنت أبحث عن صاحب الكيس السابع، وها أنا قد وجدته، رحمه الله، لم يعلمني عن صاحب الكيس السابع...
ورجع الكيس... ولكن هذه المرة كان يصلني إلى البيت، وكنت أستلمه بيدي، وكان يحمله ابن سيدي، وكنت أشكره فلا يرد علي، وبعد فترة أردت أن أعرف سبب عدم ردّ التحية، فقال: لا تؤاخذني، فأنا أعاني من ضعف بالسمع كوالدي.

تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة

إقرأ أيضًا

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضًا وأيضًا

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها                                         




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق