صغيرة أم كبيرة
في الصباح كان سامي يلعب مع أصدقائه لعبة الورق، أرادت أخته سارة مشاركتهم اللعب، لكن سامي رفض وقال: أنت لا تعرفين اللعب يا سارة، أنت لازلت صغيرة!
عند
العصر كانت سارة تلعب مع ابنة الجيران ثم دَبَّ شجارٌ بينهما فَعَلا صياحُهما،
انتهرت الأم ابنتها سارة وقالت: كُفّي عن الإزعاج يا سارة، أنت كبيرة!
أما
مساءً، فقد رغبت سارة كثيراً أن تسهر مع أبيها على التلفاز، لكنه رفض وحملها إلى
فراشها وهَمَسَ في أُذنها: السَّهر يضرّ بصحتك يا سارة، أنت لازلت صغيرة!
تَقَلَّبَتْ
سارة في فراشها وتَذَكَّرَت أنها في اليوم الماطر عندما كانت تلعب في الحديقة نَقَلَت
بعض الوحل بحذائها إلى ردهة المنزل فغضِب والداها وعَنَّفاها: لماذا لم تُنظفّي
حذاءك قبل الدخول، ألا تفهمين يا سارة، أنت كبيرة!
احتارت
سارة وفكرت: هل أنا كبيرة أم صغيرة؟! يبدو أن الجميع لا يعرفون!
في
اليوم التالي سمعت أباها يقول لأمها: أحضرت حقيبة صغيرة لسارة، وردّت الأم: نعم هي
صغيرة وليس لديها أشياء كبيرة أو كثيرة لوضعها بها، هذه تناسبها تماما!
عندما
أخذت سارة حقيبتها خبأت فيها شرائط شعرها ومشطها وبعض الأقلام الملونة وكانت
الحقيبة تناسب حجم أشيائها.
في
نهاية الأسبوع قررت الأسرة الخروج في نزهة إلى الحديقة، تَسَلَّلَتْ سارة إلى غرفة
أمها وانتقت إحدى حقائب يدها وقالت في سرها: حقيبة أمي هذه تعجبني إنها أكبر من
حقيبتي الصغيرة وعندي الآن أشياء كثيرة أريد وضعها بها، ملأت سارة الحقيبة بقطع
الحلوى المغلفة والبسكويت وعلبة عصير وتفاحة ولم تنسَ حقيبتها الصغيرة بالشرائط
والمشط والأقلام الملونة فوضعتها بداخل الحقيبة الجديدة!
في
الحديقة لاحظت الأم سارة وهي تتقاسم الحلوى والبسكويت مع الأطفال، ودُهشت إذ رأتها
تُخرج الأشياء من حقيبة اليد الخاصة بها، ولم تكن قد انتبهت لذلك في المنزل، ضحك
الأب وعلق: إنها صغيرة لكنها تتصرف كبنت كبيرة!
عندما
اقترب العام الدراسي أخذ سامي يبحث عن حقيبته لِيُنظفها لكنه لم يجدها، بحث معه
والداه ولم يجداها أيضاً وأخيراً تذكروا سارة...!
كانت
سارة تخبئ الحقيبة أسفل سريرها، وقد ملأتها بعرائسها ودُماها وكراسات الألوان
إضافة إلى حقيبتها الصغيرة وحقيبة يد أمها، وعندما أرادوا إفراغ الحقيبة رفضت سارة
ورَجَت أباها أن يتركها لها ويشتري حقيبة أخرى لسامي!
اقترب
عيد ميلاد سارة، وكانت الأسرة ستمضي للاحتفال به في منزل الجد، وعندما جاء ذلك
اليوم خرجت سارة وهي تسحب شيئاً ثقيلاً خلفها، كان ما تسحبه حقيبة سفر، فتح الأب
والأم الحقيبة فوجداها قد صَفَّتْ فيها فستان الحفلة، ملابس نومها، وسادتها
الصغيرة وغطاء السرير المفضل لديها، إضافة إلى حقائبها الثلاث بالدمى والألعاب
والكراسات والأقلام والشرائط الملونة!
عندما
احتفلوا بعيد ميلادها كانت سارة قد تَلَقَّت الكثير من الهدايا على أن أكبر
الهدايا كانت من جدها الذي أحضر لها دراجة بعجلات ثلاث، وعندما حل موعد العودة
للمنزل كانت أشياء سارة أكثر وأكبر من أن تحتويها حقيبة السفر، وعندما بحثوا عنها
وعن حقائبها وجدوها قرب السيارة، أشارت إلى والدها: أنا بحاجة إلى حقيبة السيارة
هل تساعدني على نقل أشيائي إليها؟!
قال
الأب: لكن تذكري أن هذه الحقيبة لا يمكن تحريكها من مكانها لوضعها في حقيبة أخرى
أو تخبئتها تحت السرير!
تعلقت
سارة بيد والدها وقالت: لقد كبرت حقيبتي وكثرت أشيائي، فهل أصبحت الآن كبيرة يا
أبي؟!
لطيفة
بطي
إقرأ أيضاً:
قصة للأطفال: زهرة الصّبار الصَّبورة
قصة للأطفال: ذكريات عازف الموسيقى
قصة للأطفال: فأر في السوق وآخر في البيت
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق