أسلوب جديد في حل المشكلات
جلست نور مع والدها ليحكي لها قصة المساء، فحكى لها: في إحدى المزارع كانت تعيش أرنب وكانت تحب التفكير كثيرًا، أرادت أن يشاركها أحد أفكارها فتوجهت لصديقاتها من الأرانب وقالت: ما رأيكن أن نفكر معا؟
نظرت
الأرانب إليها باستغراب ورَدَّدْنَ: نُفَكِّرُ! ماذا يعني أن نُفَكِّر؟! ثم اتجهت
كل واحدة منهن إلى جُحرها وتركتها وحيدة، لم تتضايق الأرنب وسارت حتى التقت بالديك
وحَيَّتْهُ: هل تُحِبُّ التفكير معي أيها الديك الطيب؟ صاح الديك: ككوكو ككوكووو بصوت
عالٍ وقفز فوق السور وقال: اعملي شيئاً مفيداً واذهبي لقضم الجزر!
سارت
الأرنب وشاهدت البطة وأبناءَها يسبحون في البحيرة حَيَّتْهُم وقالت: هل لكِ أيتها
البطة الحلوة أن تشاركيني التفكير؟ كواك... كواك ماذا تريدين أيتها الأرنب، ابتعدي
حتى لا تبتلي بالماء! ونَفَضَت البطة وأبناؤها أجنحتهم بقوة فأصابوها ببعض قطرات
الماء، ابتعدت الأرنب حتى لاح لها سرب من طيورٍ يُحَلِّقُ فوق إحدى الأشجار
فنادتهم: أيتها الطيور الجميلة: هل يمكن أن نفكر معا. رَدَّت الطيور: نحن نحب
الطيران والغناء ولا نجيد شيئاً غير ذلك!
سارت
الأرنب حزينةً فلا أحد يريد أن يشاركها التفكير، وفجأة ظهر رجل عجوز يتكئ على عصاه
وسأل: بماذا تفكرين أيتها الأرنب؟! دُهِشَت الأرنبُ ورفعت رأسها إذ سألها أحدٌ
أخيراً بماذا تفكر!
-
أنا أحب التفكير كثيراً، هل يمكن أن نفكر معاً أيها
الشيخ الطيب؟
-لابد
أن تساعدي في حل ثلاث مشاكل تصادفك حتى يمكن أن أشاركك التفكير؟
-
شكراً لك أيها الشيخ الطيب وسأعود بعد أن أحل أي مشاكل
تصادفني.
سارت
الأرنب حتى التقت بطفلةٍ صغيرة تبكي لأنها أضاعت الطريق إلى منزلها ولا تدري في أي
جهة يكون، شمالاً أم جنوباً، شرقاً أم غرباً.
فسألتها
الأرنب: متى خرجت من المنزل؟
ردت
الطفلة: منذ الصباح الباكر.
-
وأين كانت الشمس في ذلك الوقت؟
-
كانت خلفي أيتها الأرنب.
نظرت
الأرنب إلى الشمس وكانت توشك على الغروب أمامها، وقالت للطفلة سيري بهذا الاتجاه
المعاكس إن منزلك في جهة الشرق.
شكرتها
الطفلة الصغيرة وانطلقت نحو منزلها، ثم التقت الأرنب برجلٍ يحمل حملاً ثقيلاً من
البضائع يلقيه على ظهر الحمار، وكلما سار الحمار قليلاً سقط الحمل عن ظهره.
حَيَّت
الأرنبُ الرجلَ وقالت: ولكن لِمَ تكدّس الحِمل على جانب واحد على ظهر الحمار؟! ثم
ساعدته على توزيع الحمل بالتساوي على جانبي ظهر الحمار الذي شعر بالارتياح وشكرها
بنظرة من عينيه.
تابعت
الأرنب طريقها ورأت امرأة تنشر الغسيل على الحبل وكلما نشرت شيئاً جديداً من
الملابس كان الحبل يهبط مقترباً من الأرض لِثِقَلِ ما يحمل فتتلوث أطراف الملابس
بالتراب، قالت الأرنب: هل يمكن لي أن أساعدك يا سيدتي؟!
دُهِشَت
المرأة وقالت: كيف؟!
اقتربت
الأرنب من الشجرة وكان يرتمي بقربها غصن طويل وغليظ وقالت: احملي هذا الغصن وارفعي
به الحبل من المنتصف وستجدين أن الغسيل قد ارتفع عن الأرض، سُرَّت السيدة لهذه
النصيحة ورفعت الحبل بالغصن بعد أن ثبتت قاعدته على الأرض، فارتفعت الملابس ولم
تتلوث بالتراب.
سارت
الأرنب مسرورة بما فكرت به من حلول لثلاث مشاكل صادفتها، فظهر لها الرجل العجوز من
جديد وقال: أنت أرنب مفكرة وسأكافئك... ثم أشار إليها بعصاه فتحولت إلى بنت صغيرة
تشبه ابنتي اللطيفة نور!
لطيفة
بطي
إقرأ أيضاً:
قصة للأطفال: الفَخّ والعصفور الصغير
قصة مُلهمة: الحمار المخطط الصغير لا ينسى أمه
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق