الأحد، 16 أغسطس 2020

• قصة وحكمة: الشرف لا يُباع بساعة


كانت عائلة تملك مزرعة واسعة، فيها خيول وأبقار وأغنام وتنتج حقولها وبساتينها غلات وخيرات، وكان رب العائلة يذهب كل أسبوع مع أولاده الكبار إلى السوق لبيع محاصيل المزرعة، وكانوا يتركون شاباً يافعاً يحرس المزرعة والبيت الذي تبقى فيه النساء، وكان الشاب مُدَرَّباً باحتراف على إستخدام السلاح.

وفي أحد الأيام بينما هو يجوب أرض المزرعة ويحمي حدودها جاءه نفرٌ من رجال ليكلموه، فأوقفهم بسلاحه على مسافة منه، فلاطفوه بكلام معسول وقالوا له بأنهم مسالمين ولا يريدون له سوى الخير، بينما لم يكن أولئك الرجال إلا عصابة متمرسة في النهب والسرقة والسطو.
عرضوا له ساعة يد فاخرة، وأغروه وهم يزينون له محاسنها، أُعجب الفتى بتلك الساعة وأبدى رغبته في امتلاكها، وعندما وثقت العصابة من تعلقه بالساعة، عرضوا عليه مبادلتها ببندقيته.
فكّر الفتى قليلاً وكاد أن يقبل لكنه تراجع ليقول لهم :انتظروني إلى يوم غد، فانصرفت العصابة بعد أن فشلت في خداع الفتى.
في المساء حين عاد أبوه وإخوته حكى لهم القصة، وراح يذكر لأبيه فخامة الساعة وجمالها.
 فقال له أبوه :طيب أعطهم سلاحك وخذ الساعة، وحين يهاجمونك ويسرقون قطعان ماشيتك وينهبون مزرعتك ويغتصبون النساء، انظر في ساعتك الجميلة وقل لهم وأنت تتباهى: آه...! إنها تشير إلى كذا وكذا من الوقت...!
فهم الولد، وتمسك بسلاحه بقوة وأدرك أن الغباء والاندفاع وراء العواطف يعني الضياع والموت المحقق على يدي أعدائه.

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق