"أتقتلونه؟" صرخت بها زوجة "هدبة
بن الخشرم" ملتاعةً فردد فضاء ساحة القتل صرختها فكأنها النذير. وكان مروان
بن الحكم قد جاء بزوجها ليقتله. وكانت الساحة قد فاضت بالبشر والجند وخيّم عليها
طعم الموت والدم. عادت تكرر:
"تقتل رجلا وحيداً
يا مروان؟". أجابها : "أسفك دمه، وآخذك زوجة من بعده"، قالت زوجة
هدبة: "إن لزوجي "هدبة" وديعةً عندي فأمهله حتى آتيك بها".
فقال لها: "اسرعي فإن الناس قد كثروا"...!
اخترقت الزوجة الجموع، وقد امتلأ قلبها
بالفجيعة وهي تعيش مأساة وجودها، ولحظة فراق زوجها الحبيب، ومضت إلى السوق وأتت
إلى قصاب فقالت له: أعطني شفرتك. فأخذتها وقرّبت من حائط ورفعت طرحتها عن وجهها،
ثم شوهت وجهها، وجدعت أنفها من أصله ثم أقبلت حتى دخلت على الناس ورفعت الطرحة عن
الدم والوجه المشوه ووجهت الكلام لزوجها: أتراني يا "هدبة" متزوجة بعد
ما ترى. فقال هدبة: "الآن طابت نفسي بالموت فجزاك الله من حليلة وفية
خيرا".
كان "مروان بن الحكم" يرى حتى
اختلط عليه حاله، وغرق لأذنيه في الدم.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق