قصة وحكاية: • قصة للأطفال: ديك لا يُهزم

الاثنين، 1 ديسمبر 2025

• قصة للأطفال: ديك لا يُهزم

منافسة غير مشروعة

كل سكان القرية يعرفون الديك «كوك» ويحبونه، لأنه جميل... له عُرْفٌ أحمر كبير، ومنقار أصفر معقوف، وريش طويل يكسو جسده، فلما يحركه في الهواء كلما صاح، تهب ريح شديدة، تثير الرمال وتقذف بأوراق الأشجار الذابلة من حوله بعيدًا. يبدو الديك دائمًا مستعدًا للصياح مع بداية الفجر الجديد، فيستيقظ الجميع، وبسرعة ينفض الشيخ النحيف عن نفسه كسل النوم، ليعتلي مئذنة المسجد ليؤذن لصلاة الفجر، بعد صياح الديك كوك.

في كل يوم، لا ينسى الشيخ أن يضع الحبوب ووعاء الماء في مكان يعرفه «كوك»، حتى إذا ما انتهى من صياحه الجميل، يبدأ الشيخ في رفع الآذان، ويتناول «كوك» إفطاره، وتردد سيدات المقولة الشهيرة: «الديك كوك، بركة وخير على أهل القرية».

ومثلما كانوا يحبون الديك «كوك» لنشاطه، بنفس القدر يهملون الديك «لولو» لكسله، وسوء سلوكه؛ فقد عرفوا عنه، أنه كثيرًا ما يتسلل إلى داخل الدور، ينقر في أكياس الحبوب ويمزقها، أو يعتلي أواني اللبن الطازج، فينسكب اللبن كله على الأرض، حتى اعتادوا إغلاق أبواب الدار، كلما لمحوه قادمًا من بعيد. فكر «لولو» في الأمر، وبحث عن إجابة على السؤال الذي حيره: «لماذا يكرهني أهل القرية؟!».

لم يجد إجابة في رأسه، سوى إجابة واحدة... «لأن أهل القرية تحب كوك»!

فقرر أن ينفذ خطة لا رجعة فيها... قبل فجر اليوم الجديد، استيقظ مبكرًا، وأسرع إلى المئذنة قبل «كوك»... التهم الحبوب كلها، وشرب الماء التي وضعها المؤذن، وما أن بلغ الديك «كوك» مكانه المعتاد في المئذنة، لم يجد طعام إفطاره، ومع ذلك بدأ يصيح بصوته الجميل، حتى إذا ما بدأ الشيخ في رفع الآذان... صمت ونزل من المئذنة.

وفي اليوم التالي عاد ونفذ عمله الذي يحبه، وأيضًا لم يجد طعام إفطاره، حتى بدأ يشعر بالهزال والضعف، لكنه صاح في فجر اليوم الجديد. وفي اليوم الثالث، وعلى غير توقع، لمح «كوك» ظل الديك «لولو» يعدو بعيدًا، فعرف السر، وسبب اختفاء طعامه... فقال «كوك» في نفسه: «يا خسارة يا لولو... أنا كنت أعتبرك صديقي!».

ومرّت الأيام، والديك «كوك» يفكر في طريقة يساعد بها صديقه، حتى لا يسرق طعام إفطاره. أسرع إلى صديقه وقال له: «ما رأيك يا لولو لو نقتسم العمل معًا، ونأكل الطعام معًا؟».

فرد عليه الديك «لولو»: «موافق يا صديقي... لكن لن أسمح لك أن تأكل من طعامي!»

شعر الديك «كوك» بكثير من الحزن، وغضب من إجابة صديقه غضبًا شديدًا. فقرر في اليوم التالي، أن يستيقظ مبكرًا، وما أن بلغ المكان المعتاد، فوجئ بصديقه الخبيث ينام هناك، متخفيًا وراء حائط، حتى إذا ما جاء شيخ المسجد بالإفطار، يسرع في التهامه. فورًا اعترض الديك «كوك» وصرخ فيه: «أنت لست صديقي، أنت تعتدي على طعامي، وأنا أحذرك...».

ضحك الديك «لولو»، ووضح أنه أصبح يملك صوتًا أقوى وأعلى من صوت الديك «كوك»... ثم قال له: «يبدو أنك لا تشعر بالضعف الذي أصبحت عليه يا صديقي كوك... يمكنك أن تفعل مثلي قديمًا، وتلتهم الحبوب من أكياس القمح في دور القرية».

ولم يكف لولا أن لمح الاثنان ظل الشيخ يقترب. أسرع الديك «كوك» كي يستعد للصياح، بينما أشعة الشمس وضحت أكثر عن كل يوم، وقرص الشمس اقترب أكثر، فعرف أنه تأخر في الصياح، وربما بسبب تأخره عن الصياح، اقترب الشيخ ليعرف السبب. لم يشأ الشيخ أن يسأله، خصوصًا أنه رآه يبدأ بالصياح، ويخلص في المحاولة... بينما صوته أضعف كثيرًا عما قبل، ولم يتردد الشيخ في مشورة أهل القرية، ليجد حلاً لتلك المشكلة التي عرفها، أن الديك «لولو» يأكل كل طعام الديك المخلص «كوك»!

فكانت المفاجأة حين قال أحد شيوخ القرية: «أنا رأيت الديك «لولو» أصبح سمينًا وممتلئ الصدر والجسم».

فسأله أحدهم: «وماذا في ذلك؟».

فقال الشيخ مبتسمًا: «لأنه أصبح كذلك سمينًا، ومناسبًا للطعام، نذبحه ونأكله بالهناء والشفاء».

فضحك الجميع، وزاد الضحك عندما لمحوا الديك «لولو» يعدو بعيدًا بعد أن سمع قرار شيخ القرية! حتى إذا جاء الصباح الجديد، تابع الديك «كوك» صياحه وتناول وجبة إفطاره... ولم يعد الديك «لولو» إلى ما كان يفعله ثانية.

بواسطة السيد نجم

المصدر: 1

فيسبوك: https://www.facebook.com/ali.ramadan.206789

منصة أكس: https://x.com/AliRamadan54

جديدنا كتاب:

100 قصة حب من كل زمان ومكان

إقرأ أيضاً:

قصة وعبرة: فرصة نادرة

قصة وعبرة: حين يخبئ القدر وجهه الآخر

قصة ملهمة: متسوّل على رصيف المحطة

قصة وحكمة: الديك الأحمر والثعلب

قصة وحكمة: الأسد والضفدع