الأحد، 21 يناير 2024

• قصة للأطفال: القطار الكسلان


حلم

(زينة).. تحب كل ما هو ملون.

الفراشات.. والعصافير.. والزهور.. والملابس.

أما الأقلام الملونة، فلها عشق خاص بها، تحبها كلُعبها وعرائسها.. وقطتها.

هي دائماً تَتَخَفّى مُتَسَلِّلَةً إلى مكتب جدها، وتجلس على مكتبه.. وأحياناً على الأرض وقد بعثرت الأقلام حولها، وتحاول الرسم.

ذات يوم أطلقت خيالها. رسمت قطاراً ملوناً.. طويلاً. وكان القطار بلا ركاب.

وكان يقف حزيناً على المحطة التي رسمت حولها بعض أشجار البرتقال.

(زينة) وجدت القطار الذي رسمته لا يتحرك.. فانفعلت غاضبةً وهي تحدثه:

- تحرك أيها القطار.

رَدَّ القطار في دهشته:

- كيف أتحرك يا (زينة) والركاب لم يصلوا بعد.. ولم يصعد أحد من المسافرين.

اقتنعت (زينة) بما قاله القطار، فرسمت بعض الناس على المحطة، منهم من يحمل الحقائب.. وبعضهم يسرع في مشيته.. وأمهات يحملن أطفالهن.. ونساء ريفيات يحملن "القفف" (السِّلال) المليئة بالدجاج والبط كهدايا للأقارب.

ثم بدأت ترسمهم وهم يتسابقون للصعود إلى القطار، ورسمت بعض الذين صعدوا وهم ينظرون من النوافذ، ويلوحون بأياديهم مودعين أقاربهم.

ولكن القطار لم يتحرك.

قالت (زينة) لنفسها:

- ربما هذا القطار الذي رسمته لا يحب السفر مثل بعض الناس.

في تلك اللحظة.. اقتربت قطة (زينة) وهي تهز ذيلها قائلة:

- إنه قطار كسول.. لا يحب العمل.. ولا يريد أن يتحرك!

هَزَّتْ (زينة) رأسها في عصبية، ثائرة على قطتها المسكينة التي أصابها الفزع، ولكنها عندما هدأت قالت:

- آه.. يا قطتي.. إنني آسفة. لقد نسيتُ أن أرسم (ناظر المحطة)، فهو الذي يعطي الأمر للقطار بالتحرك!

لم تفهم القطة.. واكتفت بِهَزِّ ذيلها، وأيضاً لم تهتم (زينة) بعدم فهمها، وأسرعت برسم (ناظر المحطة).. ولكن القطار لم يتحرك.. وظل واقفاً في مكانه.

تَقافَزَت القطة حول (زينة) قائلة:

- الأفضل أن تمزقي الورقة.. إنه قطار لا يحب العمل.. ولا يحب السفر.. ولم يحترم مجهودك في رسمه وتلوينه.. كما أنه لم يحترم المسافرين الذين صعدوا إليه من أجل السفر.. وعَطَّلَ بعض التلاميذ عن الذهاب إلى مدارسهم.

فجأة.. أَحَسَّ القطار بالخجل من نفسه وقال للقطة في صوت ضعيف:

- هيا اصعدي، فأنا أعتذرُ عن تأخري في التحرك.. لأنني أول قطار (مرسوم على الورق).. ولا أعرف إلى أي مكان أذهب إليه.. هيا نادي على صاحبتك (زينة) لتركب معنا.. هيا بسرعة أيتها القطة، فليس عندي وقت.

قفزت القطة و(زينة) إلى القطار الذي تحرك للسفر.

في اليوم التالي.. كانت (زينة) تجلس شاردة، فسألتها قطتها:

- ما الذي يُشغل رأسك.. لا بد أنك تفكرين في شيء ما!!

قالت (زينة):

- نعم... غداً سأرسم شجرة تفاح.. فما الذي يمنع شجرة التفاح بعد رسمها، أن تطرح ثمارها ليأكله أصدقائي وعائلتي!

مجدي نجيب

اقرأ أيضاً:

قصة وحكمة: خاطب في الناس آمالهم لا واقعهم

قصة للأطفال: الصياد ذو الشباب الدائم

قصة للأطفال: سرّ خولة

قصة للأطفال: هيا بنا إلى مسرح العرائس

قصة للأطفال: ملك العالم

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها 

المصدر: 1





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق