قصة وحكاية: • قصة ملهمة: الحسنة بعشر أمثالها وأكثر

الشهامة

رجلٌ من بني قحطان يملك منزلين، الأول يسكنه مع عائلته، والثاني مُؤجَّرٌ منذ عشر سنوات، إستلم قيمة الإيجار لثماني سنوات متتالية، بينما لم يستلم شيئاً من قيمة إيجار السنتين الأخيرتين.

استغرب الرجل الأمر، ركب سيارته وذهب الى المدينة التي فيها منزله الثاني.

طرقَ البابَ، فتحتْ له امرأةٌ، وبعد السلام قال الرجلُ: أين ربّ الأُسرة؟

قالت المرأة: ربُّ الأُسرة تُوفِيَّ منذ فترة.

قال الرجل: أنا مالك البيت ولم أستلم قيمة الإيجار منذ سنتين.

قالت المرأة: والله أنا كما تراني، لا مُعيل لي، ومعي بناتي، وهذا ولدي عمره بضع سنوات، فأرجو أن تصبر إلى أن أُدَبِّرِ أمري .

قال الرجل: خيراً إن شاء الله... ولكن لقاؤنا في المحكمة عند القاضي .

المرأة ضلت طول الليل تفكر كيف تحصل على قيمة إيجار سنتين، وصارت تُقَلِّبُ الأمور وتصلي وتدعو الله سرّاً وجهاراً.

في المحكمة وأمام القاضي نُودي على المرأة، وقال لها القاضي عليك هذا المبلغ، هل باستطاعتك دفعه؟

قالت لا أستطيع، وأرجو أن تمهلوني لكي أُدَبِّرَ المال .

ونُودِيَ على الرجل، حضر وبيده ورقة وقال للقاضي: هذا عقدٌ مني، كتبتُ منزلي وقف مدى الحياة باسم المرأة وبناتها وابنها، أبتغي الأَجْرَ والثواب من الله .

وبعد ثمانية شهور، شقَّتْ الدولة طريقاً يمر عبر مزرعته، فبيعت المزرعة بمبلغ أحد عشر مليون ريال، أضعاف ثمنها الأصلي...!

المصدر: منقول عن فهد راشد الفهد