يُحكى أنه كان هناك أميرٌ
يحكم إمارة، وكان لديه حكيم ذكي، وكان هذا الأمير يحلم بأن يبقى شاباً قوياً وأن
لا تصله الشيخوخة، فطلب من حكيمه أن يأتيه بدواء يُطيل العمر، ووعده بأن يعطيه أي
شيء يطلبه إن جاء له بطلبه.
فذهب الحكيم يبحث في
المدن والقرى عن دواء يُطيل العمر ويُبقي الإنسان في مرحلة الشباب، وبعد سنين من
البحث وبعد أن زار الكثير من المناطق لم يصل إلى نتيجة.
ولكنه عندما مرّ بقريةٍ وسأل أهلها عن
عشبةٍ أو أكلةٍ تُطيل العمر نصحه أهل تلك القرية أن يذهب إلى أعلى الجبل حيث يسكن
هناك أخوان، وربما يجد عندهما ما يريد.
ذهب الحكيم إلى حيث يعيش هذان الأخوان، ووصل
إلى هناك قبل الغروب بقليل.
كان البيت الأول صغيراً والأشياء من حوله
مبعثرة، وأمام باب البيت يجلس رجلٌ عجوز، فسلم عليه الحكيم، فرد عليه العجوز
السلام ورحب به.
ثم طلب الحكيم من العجوز أن يسمح له
بالمبيت عنده حتى الغد، وقبل أن يتكلم العجوز جاء صوتٌ من داخل البيت، فإذا هي
زوجته تقول أن لا مكان عندنا للضيوف، إبحث لك عن مكان آخر، فطأطأ العجوز رأسه
وتأسف من الحكيم.
توجه الحكيم إلى البيت الآخر فإذا هو بيتٌ
في غاية الجمال والنظافة والترتيب وتحيط به أنواع الزهور والنباتات الجميلة، وإذا
بشاب جميل الوجه والملبس ينتظره ويرحب به، ونادى لزوجته: اليوم لدينا ضيف، فرحبت
الزوجة بالحكيم أجمل ترحيب.
في اليوم الثاني أفصح الحكيم للرجل عن سبب
زيارته لهم وسأله لماذا أنت في صحة وشباب بينما أخوك الأكبر قد شاب وهرم.
فضحك الرجل وقال له أنت مخطيء هو أخي
الصغير وأنا أكبر منه بعشرين سنة.؟؟
تعجب الحكيم وزاد ولعه لاكتشاف سر بقاء
الرجل في مرحلة الشباب هذه وطلب معرفة ذلك مقابل أي شيء يطلبه، فوعده الرجل بذلك
ولكن بعد أن يتناولا الغداء.
قدّم الرجل وزوجته أفضل ما لديهما من
الطعام، ثم جلسا تحت شجرةٍ تُطِلُّ على الوادي، وطلب الرجل من زوجته أن تذهب إلى
بستانهم الذي يقع أسفل الوادي وأن تحضر لهم بطيخة، فذهبت الزوجة والرجلان ينظران
إليها، وبعد ساعة جاءت ببطيخة، نظر زوجها إلى البطيخة وأخذ يضرب عليها ثم قال
لزوجته لا يا زوجتي العزيزة، أرجو أن تُرجعي هذه البطيخة وتأتي لنا بواحدة أخرى.
ذهبت الزوجة إلى أسفل الوادي ورجعت ببطيخة،
ولكن الزوج لم يقتنع وأرسل زوجته مرة أخرى وذهبت الزوجة بكل رحابة صدر ونزلت إلى
الوادي وجاءت ببطيخة، في هذه المرة وبعد أن تفحص الرجل البطيخة فتحها وأكلوا منها.
أعاد الحكيم السؤال وطلب معرفة الأكلة أو
العشبة التي تحافظ على الشباب.
فأجابه الرجل إنها ليست أكلة أو عشبة بل
السر في صحتي وشبابي هي زوجتي، منذ أن تزوجتها لم أجد منها غير الحب والرحمة
والحنان والاحترام والتقدير.
هل تعلم يا حكيم أنه لم تكن في بستاني غير
بطيخة واحدة، وأنها نزلت إلى الوادي ثلاث مرات وكانت في كل مرة تأتي لنا بتلك
البطيخة نفسها دون أن تمتعض أو تُبدي أي علامة تُنقص من شأني أمامك.
تعجب الحكيم من هذه المرأة وأيقن أن
السعادة وراحة البال والصحة والشباب تصنعها الزوجة بمحبتها وعطفها واهتمامها وليست
السعادة في الأدوية والأعشاب.
إقرأ أيضاً
للمزيد
حدوثة قبل النوم قصص للأطفال
كيف تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص قصيرة معبرة
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال
والطلاب
قصص قصيرة مؤثرة
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية الأبناء والطلاب
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير
الذات
أيضاً
وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق