السبت، 26 يناير 2013

• الجامعات العريقة! أو الجامعات التجارية؟


إن من أهم أسباب التطور التكنولوجي في شتى الميادين هوالبحث العلمي، وأهم مراكز البحث العلمي تتواجد في الجامعات العريقة التي صنعت اسمها وشهرتها عبر أجيال متلاحقة وإنجازات مشهودة، ومن هنا نرى أن ما ترصده الدول المتقدمة في موازناتها السنوية للبحث العلمي يفوق آلاف المرات ما ترصده الدول النامية وخاصة الدول العربية.

وفي الوقت الذي تزداد فيه مكانة الجامعات العريقة في العالم، وفي بعض الدول العربية، نرى تهافت المستثمرين أو المتطفلين على إنشاء جامعات تجارية يزداد يومًا بعد يوم، حيث لا اهتمام لمستوى الطلاب بل للأقساط التي يدفعونها.
من هنا كان النقاش الذي يدور ولا ينتهي.. مَن الأفضل؟ ولماذا؟ وهل تجوز المقارنة بين جامعة تطلب الكثير لتعطي أكثر، وبين جامعة تأخذ ولا تعطي إلا شهادة مزخرفة؟ من الواضح أن كل فرد يدعم ما يناسبه، ولكن الحقيقة قاسية، وكثيرون يلهثون وراء المنافع الشخصية...
فالجامعات العريقة تشترط مستويات من الكفاءة عالية جدًا وتطلب أقساطًا تفوق قدرة معظم الطلاب، ومن هنا نجد أن من ينتسبون إلى هذه الجامعات نسبة ضئيلة قياسًا مع الجامعات الأخرى، ولكن هذه الجامعات لديها برامج حديثة، ومختبرات متطورة، وأساتذة عالميين، وسياسة حكيمة، ورقابة فعالة، وهي تُخرِّج طلابًا أكفّاء، قادرين على الابتكار والإبداع والتطوير والقيادة، يمتلكون زمام الأمور في شتى الميادين العلمية والإدارية والسياسية.
بينما نرى في المقابل جامعات تجارية -وما أكثرها في الوطن العربي- لا يهمها مستوى الطالب الذي يسعى لدخولها، فهي تقبل الطالب مهما كان مستواه، بل إنه ينجح ويتخرج من الجامعة بمعدل مرتفع وبتقدير مميز دون أن يدرس ودون أن يحضر أحيانًا، فكيف ينجح؟ نعم ينجح لأنه دفع الأقساط كاملة، وهذه هي سياسة الجامعة، أو بالأحرى هذا ما تطلبه الجامعة، ضاربة عرض الحائط مستوى الطالب حين ينزل إلى سوق العمل وما سينعكس سلبًا على المجتمع ككل. وهناك جامعات أخرى لا ينجح الطالب فيها في مادة معينة إلا إذا قدّم هدية للأستاذ المحاضر، أو إذا كان ينتمي لتيار سياسي معين أو بسبب أشياء أخرى يعرفها الكثيرون...
فما هو رأيك؟ هل أنت مع الجامعات العريقة؟ ماذا إذا كان الطالب متفوقًا لكنه لا يستطيع دفع التكاليف في هذه الجامعات؟ وكم من السنين يحتاج الذي يتخرج من هذه الجامعات لتعويض ما دفعه حين يتوظف أو يعمل؟
هل أنت مع الجامعات التجارية؟ ماذا إذا كان الطالب متدني التحصيل لكنه موفور ماديًا؟ ألا تناسبه هكذا جامعات؟ هل سمعت قصصًا وأحداثًا عن الجامعات؟ شاركنا بتعليقاتك لتكون الفائدة للجميع...   

إقرأ أيضًا






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق