ذكاء وفطنة
كان رجلٌ من كبار القومِ قد أنعَمَ الله عليه بالذكاءِ والحكمةِ والجاهِ والشجاعة والكرم، وذات يومٍ حَلَّ بضيافته أحدُ الرجالِ، واتَّجَهَ إليه وقَبَّلَهُ في رأسهِ، وظَلَّ القومُ يتهامسون فيما بينهم.
إِلا
أَنَّ كبيرَهم تَجاوَزَ الأمرَ ولاذَ بالصَّمتِ، فَأَمَرَ أن يُقدّموا للضيفِ ماءً،
فلم يشربه، وإنما سَكَبَهُ على أرض الديوان، فاعتبرها القومُ إهانةً ثانيةً يُوَجِّهها
الضيفُ إلى سيِّدهم.
وبعد
قليلٍ، نَهَضَ الضَّيفُ لِقَضاءِ حاجةٍ خارجَ الديوان، فنهض كبيرُ القومِ وفَتَحَ
كيساً صغيراً تركه الضيف في مكانه داخله مئة وخمسون نواة تمرٍ ورأس بصل، فأفرغها
ووضعَ مكانها مئة وخمسون ليرةً ذهبية، ورأسَ بصلٍ أكبر من الاول، وطَرَحَ الكيسَ
في مكانه، وعاد الى صدر الديوان، ثم رجعَ الضيفُ الى الديوان، فتناول الكيسَ،
وانصرفَ، فَأَخَذَ القومُ يسألون كبيرَهم عن سبب سكوته عن هذه الإهانات.
فأجابهم
قائلاً: لقد قَبَّلَني في رأسي ومعناها إن رأسكَ مليءٌ بالغيرة والشهامة، وعندما
سكبَ الماء ولم يشربه، معناها إنه سكب ماء وجهه في ديواني، أما نواة التمر فمعناها
لا يملك شيئاً، أما رأسُ البصل فمعناه بأنه رأس عشيرة مثلي، وقد أزرى به الدهر.
فوضعتُ
له الليرات بَدَلَ النَّوى، ورأس البصل أكبر من الأول لكي أُثبت له بأن صاحب
المضيف يملك رأساً مليئاً بالكرم وحسن الضيافة والذكاء.
وهنا
ارتاح القومُ، وازداد إعجابهم بحكمة كبير قومهم
، وقال أحدهم: "اللي بقلب الضيف يقراه
المعزب"، فذهبت مثلاً. (المعزب هو صاحب العمل والمضيف).
إقرأ أيضاً:
قصة مشاهير: صحافية تعتدي على نزار قباني
قصة للأطفال: أشعة الشمس الذهبية
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق