هيلين كيلر
وُلدت هيلين كيلر سليمةً من أيّ مرض أو عاهة في27 حزيران سنة 1880م بِولايــة توسكومبيا/ألابامــا في أمريكا!
ولمّا بلغت شهرها التّاسع عشر، أي قبل أن تكمل عامين اثنين، أصابتها حمّى الدّماغ ففقدت حوّاسّها الثّلاث: البصر، النّطق، السّمع!
لاحظت أمّها أنّها لا تلتفت جهة مواء قطّـــتها، ونباح كلبها، وثغـــاء خروفها، وخوار بقرتها، وصياح ديـكها، وتغريد عصفـورها، لأنّها كانت تعيش في مزرعة، مع والدَيها الفلّاحَين!
ولاحظت أنّها لا تفتح فمها، كعادتها، عندما ترى الطّعام، إلّا إذا أحسّت به يلامس شفتَيها، أو تداعب رائحته الطّيّبة أرنبة أنفها!
وهذا يعني، يا أبنائي، أنّ هيلين لم تعد تملك من الحواسّ إلّا اثنتين، هما الّلمس والشّمّ. فكانت تكبر مثل حيوان تمامًا، تحشو فمها بالطّعام، وتدخل فيه يدَيها كلتَيهما، فتجعل الضّيوف يغرقون في الضّحك!
ولم يكن في وِسع أبوَيها الحنـونَين، إلّا أن يعرضاها على أكثر من طبـــيـــب، علّها تسترجع حواسّها الضّائعة، أو بعضًا منها!
غير أنّ كلّ الأطبّاء فقدوا الأمل في علاجها، وأخبروا والدَيها بِأن لا يشغلا بالهما بها، لأنّ علاجها من سابع المستحيلات!
وبقيت هيلين الطّفلة قابعةً في بيتها، سنوات طويلةً، لا تلعب، ولا تسيـر، ولا تتعلّم، ولا تشاهد تمثيليّةً، أو تسمع أغنيّةً، كأنّها في زنزانة، إلى أن شاءت الصّدفة الحسنة أن يلتقي والدها بالدّكتور ألكسندر جراهام، مخترِع الهاتف الثّابت، فحكى له عن عاهة ابنته، والدّموع تسيل من عينَيه، فنصحه بأن يتّصل بِمعهد بيركنز للعميان. وفي هذا المعهد، سهرت المعلّمة آن مانسفيلد سوليفان على تربية وتعليم هيلين، فكانت كملاك من نور، أضاء عينَي الطّفلة وعقلها!
أوّل كلمة تعلّمتها ونطقتها هيلين، هي الماء، لأنّنا نحتاج إليه في كلّ حين، ولا نستغني عنه. ومن هذه الكلمة، انطلقت المعلّمة في عمليّة التّعليم، عبر الإشارات، بل كوّنت لها صداقات مع فتيات أخريات، حتّى تستطيع أن تتعلّم كلمات وتعابير وجملًا!
وفي سنّ العشريــن، أخذت تتكلّــم بطلاقة تــامّة، فصاحت في معلّــمتها ووالدَيها وصديقاتها بصوت عالٍ وجرأة: اِعلموا جمــيعًا أنّــني لم أعُد خرســاء، كــــمــا كنت من قبل!
ثمّ أقبلت على ممارسة الرّياضة، كالسّباحة وركوب الخيل، وعلى لعبة الشّطرنج. وفي الوقت نفسه، على التّعلّم، وقراءة الكتب، إلى أن نالت شهادة في الأدب، وأصبحت محاضِرةً في العديد من الجامعات، ومؤلِّفة كتب، منها: قصّة حياتي، نورٌ في ظلمتي، الحبّ والسّلام، الخروج من الظّلام، العالَم الّذي أعيش فيه، هيلين كيلر في اسكتلندا، أغنيّة الجدار الحجري.
ولم تعد قابعةً في بيتها، إنّما متنقّلةً بين خمس وثلاثين دولةً، بين إفريقيا وأوروبّا وآسيا! وأنشأت مؤسّسةً طبّيّةً بِاسمها، تعالج العمى، وتقضي على سوء التّغذيّة في الدّول الفقيرة.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: النحلة
الممتنة والطقلة زينب
قصة مخيبة: حكاية ليس لها
نهاية
قصة عجيبة: بريكييو يعود من
جديد
قصة للأطفال: أنا وصديقي
وشجرة الباولونيا
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق